أيام قليلة وتشهد الساحة المصرية صراعا متوحشا علي منصب الرئيس الذي خلا بخلع الرئيس السابق حسني مبارك حيث خلقت المنافسة الانتخابية نوعا من الجدل الذي يصل إلي حد الصراع والصراخ بين المرشحين.. وفي هذه الأيام الحاسمة يظهر دور عدد من الرجال الذين يقفون خلف المرشحين ويديرون لهم حملاتهم الانتخابية وقد يكون لأحدهم الفضل في حصول مرشح علي النسبة الأعلي من أصوات الناخبين وفي الوقت ذاته يحملون الكثير من الأسرار لكثير من القضايا المثيرة.. ويعد هشام يوسف أول من ظهر علي الساحة كمدير لحملة عمرو موسي وذلك عندما قرر الأمين العام لجامعة الدول العربية الاستقالة ليخوض انتخابات الرئاسة حيث أكد يوسف أنه لا يعرف أي شيء عن إدارة الحملات لكن موسي أصر علي أن يقود حملته مؤكدا أن الحملات الانتخابية عندنا تخضع للفهلوة فقط، وبعد أشهر وجد نفسه وجها لوجه مع نظرائه من مديري الحملات الانتخابية للمرشحين الآخرين للرئاسة وبدأ يظهر في الأفق.. يوسف يبلغ من العمر 50 عاما ويصنف نفسه علي أنه وسطي يدير حملة عمرو موسي الانتخابية من مكتبه الأنيق في المقر الرئيسي للحملة وهو عبارة عن فيلا في الدقي ويقول إنه يدعم الاقتصاد الحر ولكن مع وجود قيود لأنه في مصر لا يمكن أن نتغاضي عن وجود بعض المغرضين الذين يستغلون الفقراء والذين تصل نسبتهم إلي نصف سكان مصر.. كما يشمل فريق موسي عددا من خبراء التسويق ورجال الأعمال.أما المرشح عبدالمنعم أبوالفتوح والذي يشهد الشارع المصري حالة من الجدل حوله خاصة بعد إعلان جماعة الإخوان المسلمين لأكثر من مرة التخلي عنه في معركته الانتخابية فقد أوكل حملته الانتخابية لمحمد الشهاوي والذي يبلغ من العمر 40 عاما ويعمل مديرا إقليميا لشركة دولية متخصصة في مجال التكنولوجيا كما أنه كان عضوا في جماعة الإخوان المسلمين، ولكن الغريب في الأمر استعانة أبوالفتوح بماركسية في حملته الانتخابية وهي رباب المهدي الأستاذة بالجامعة الأمريكية وهي تنتمي إلي الفكر الماركسي كما أنه استعان بقبطي يدعي سامر عطاالله المستشار الاقتصادي لحملة أبوالفتوح ويعمل أستاذا بالجامعة الأمريكية.. أما المستشار الإعلامي والصحفي محمد البهنساوي ذو التوجه الليبرالي فيرأس الحملة الانتخابية للمفكر الإسلامي والمرشح المحتمل للرئاسة الدكتور سليم العوا فهو من رجال الأعمال ويدعي محمد مؤمن ويبلغ من العمر 46 عاما وهو الرئيس التنفيذي لمجموعة مؤمن.وتعرف مؤمن علي العوا قبل الثورة ولم يكن له صلة بالعمل السياسي ولم يكن له دور قبل 28 يناير من العام الماضي عندما قرر الانضمام للمظاهرات التي أطاحت بالنظام ويؤخذ علي حملة الدكتور العوا أنها تفتقد إلي الخبرة الكافية في إدارة العملية الانتخابية حيث إن أغلب أعضائها من ذوي الخبرة القليلة في هذا المجال.أما المرشح المحتمل حازم صلاح أبوإسماعيل والذي يعد أكثر المرشحين تواجدا في الشارع السياسي معلنا عن نفسه كمرشح للرئاسة وسط حالة من الجدل في الوسط السلفي فإنه ليس لديه فريق للحملة بشكل مركزي واختار بدلا من ذلك ضم عدد من المتطوعين تحت إشراف هاني حافظ وهو مهندس ميكانيكا وكان عضوا بالجماعة السلفية واستقال منها منذ 3 سنوات ولم يستعن أبوإسماعيل بالقيادات السلفية مما يؤكد وجود شقاق في الوسط السلفي حول شخصية صلاح أبوإسماعيل. وأوكل وزير الطيران السابق ورئيس وزراء مصر أثناء الثورة والذي يجد حالة من الرفض عند الكثير من المصريين بوصفه أحد فلول النظام السابق حملته لمحمود بركة في بداية الأمر لكنه عاد بعدها وقرر الاستعانة باللواء إبراهيم مناع وزير الطيران الأسبق لإدارة حملته الانتخابية، والأكيد أن كل حملات مرشحي الرئاسة لها نفس الوظيفة ولكنها تختلف في التفاصيل وتعمل بنظم مركزية عدا حملة صلاح أبوإسماعيل حيث تتضمن كل الحملات شكل الهيكل الهرمي الذي يأتي علي قمته كبار المساعدين الذين يتعاملون بشكل وثيق مع المرشحين وبعدهم يأتي دور عدد من اللجان التي تجمع البيانات وتقوم بأعمال التسويق حيث يؤكد هاني حافظ المشرف علي حملة أبوإسماعيل أنه انتهج استراتيجية تعتمد علي أنصار أبوإسماعيل في كل مصر والحصول علي تأييدهم ودعمهم وجذب الجماهير لتأييد مرشحهم الأمر الذي جعل أحاديث وخطب أبوإسماعيل تملأ الأفق المصرية وعن الموارد المادية قال إنها محدودة وتعتمد علي تبرعات المتطوعين.أما حملة موسي فهي تعتمد علي أمواله وأموال أسرته وأصدقائه الذين قدموا بعض المساعدات الفنية له ولكن لا توجد أرقام دقيقة للمبلغ الذي تم طرحه علي الحملة حيث تأتي التبرعات علي شكل لافتات وأعطي محمد الشهاوي مدير حملة أبوالفتوح بعض التفاصيل عن مصروفات الحملة دون تقديم أرقام حيث أشار إلي أن 80% من مصروفات الحملة تذهب كرواتب لثلاثين شخصا يعملون بالحملة و2% تأتي من أبوالفتوح وشقيقه ويجري حاليا استكمال التبرعات من رجال الأعمال لتأجير مقر في مدينة نصر، أما حسام مؤنس مدير الحملة الانتخابية للمرشح المحتمل حمدين صباحي فأكد أن إدارة الحملة تخضع للامركزية حيث تقوم المحافظات والمراكز بالعمل الموكل إليها بعد أن يتم الاجتماع بهم لتحديد المرجو وتعمل بشكل ذاتي ولكن بعد العودة إلي المركز لمناقشة التفاصيل، وأشار إلي أن الحملة لا تتلقي أي تمويل غير الجهود الذاتية فنحن حينما نريد عمل مؤتمر نترك الأمر للموجودين في المكان الذي نريد عمل المؤتمر فيه.ومن المنتظر في الأيام القادمة أن نفتح رقم حساب في أحد البنوك لإدارة الحملة الانتخابية مؤكدا أنه يعتقد في كل الثوابت التي حارب من أجلها حمدين صباحي طيلة الأيام الماضية وهي الحفاظ علي هوية مصر وخلق اقتصاد قوي والنهوض بدور مصر الاقليمي والريادي. نشر بتاريخ 19 /3/ 2012 .