نظمت مكتبة الصين الوطنية بالاشتراك مع السفارة المصرية بالصين وجامعة اللغات والثقافة ببكين اليوم الثلاثاء صالون حوار الحضارات المصري الصيني تحت عنوان "تناغم الحضارات.. الملتقى الثقافى الصينى المصرى"، وذلك في إطار العام الثقافي المصري الصيني 2016 الذي تم الاتفاق على تنظيم فعالياته طوال العام في كلا البلدين بمناسبة الذكري الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما. وقال السفير مجدى عامر، سفير مصر فى الصين - في كلمة افتتاحية ألقاها بهذه المناسبة - إن العلاقة بين مصر والصين ليست فقط سياسية واقتصادية، حيث أن الثقافة تلعب دورا لا يقل عنهما أهمية بالنسبة للشراكة بين البلدين. وأشار إلى أن العلاقات الثقافية بين مصر والصين فى عصرنا الحديث بدأت فى عام 1931 - أي أن الروابط الثقافية الثنائية بدأت نحو 25 عاما قبل إقامة العلاقات الدبلوماسية. وتابع السفير عامر قائلا إن طريق الحرير بدأ منذ ما لا يقل عن 2000 عاما مضت وأنه فى هذا الوقت كانت الصين ومصر من بين أربع حضارات فقط فى العالم، منوها بالعلاقة التاريخية الممتدة بينهما التى بدأت منذ ذلك الوقت ونمت عبر التاريخ لتصبح علاقة صداقة متفردة بين شعبيهما. وأشار إلى أن مصر كانت من أول الدول التى دعمت الفكرة الصينية لمبادرة "الحزام والطريق" الخاصة ببناء الحزام الاقتصادى لطريق الحرير وطريق الحرير البحرى للقرن الحادى والعشرين، متوقعا أن يكون لمصر دور محورى فى تنفيذ هذه المبادرة الهامة بفضل موقعها الجغرافى الاستراتيجى كهمزة وصل بين آسيا وإفريقيا ولوقوعها فى قلب الشرق الأوسط والعالم العربى وأيضا بفضل الشراكة الاستراتيجية الشاملة التى تربطها بالصين. ووصف السفير لقاء اليوم بأنه جزء من العديد من الأنشطة الثقافية والفنية وغيرها التى ستقام طوال هذا العام بين البلدين، مشيرا إلى أنه تم فى مصر بالفعل إقامة 10 أنشطة كبيرة حتى الآن تحت مظلة العام الثقافى المشترك. وقال إن هذه الفعاليات ستكون فرصة لتعزيز التبادل البناء للآراء وترسيخ القيم المشتركة التى تمثل أساس الحوار بين الحضارات وهو الحوار الذى يعتبر جوهريا فى عملية التنمية العادلة والمستدامة، كما أنه يضع الأسس الصلبة لتحقيق مبادئ التسامح والتعاون والسلام التى تعد الهدف الأسمى لمبادرة "الحزام والطريق". وقد نظم هذا الملتقى الثقافى قسم العلوم الاجتماعية بمكتبة الصين الوطنية ومركز البحوث العربية بالجامعة ومكتب مصر للعلاقات الثقافية والتعليمية التابع للسفارة المصرية بالصين، حيث أقام رئيس المكتب المستشار الثقافى المصرى الدكتور حسين إبراهيم حوارا أكاديميا استغرق نحو الساعة ونصف الساعة مع تانج جيجينغ، نائب مدير المتحف الوطنى للكتابة الصينية والباحث بمعهد الآثار بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، وقدم كل منهما شرحا ممتعا لتاريخ الكتابة واللغتين المصرية والصينية مستعينين بشاشة كبيرة للعرض ووسائل إيضاح لاستعراض كيف تطورت اللغة والكتابة فى مصر بدءا من الهيروغليفية ووصولا إلى العربية وكيف تطورت الكتابة الصينية من خطوط منقوشة على العظام والصدف إلى الكتابة الصينية بشكلها الحديث. ومن جانبها، قالت المستشارة الإعلامية للسفارة المصرية لدى الصين هدى جاد اللهإن، ان رهذه الفعاليات تعد نقاطا مضيئة في العام الثقافي المصري الصيني، معربة عن أملها فى أن تساهم في تعميق التفاهم بين البلدين وأن تتم ترجمة الكلاسيكيات الأدبية والغنائية والشعرية والسينمائية في البلدين. وأشارت إلى أهمية الاهتمام كذلك بعرض وترجمة الأعمال الحديثة البارزة، وأن يكون هناك عروض لأفلام سينمائية في مصر والصين في نفس الوقت فهناك مسلسلات تليفزيونية صينية جديرة بالمشاهدة مثل مسلسل "رومانسية الشعر الأبيض" الذي يتم عرضه حاليا بالتليفزيون المصري ويحظي بنسبة مشاهدة مرتفعة. وأضافت أن هناك أيضًا أعمالا تليفزيونية وسينمائية مصرية متميزة لابد وأن تجد طريقها للعرض في تليفزيون الصين المركزي الثقافى وقالت إن مصر والصين تهتمان بتغطية كافة جوانب الثقافة والحضارة فى خلال هذا العام، معربة عن أملها فى زيادة هذا التعاون ليس فقط فى مجال السينما والتليفزيون والمسرح ولكن أيضا فى مجال البرامج الإعلامية لأن الإعلام هو الثقافة الحديثة. وقد ساهم فى الحوار خلال الملتقى كذلك سفير الصين السابق لدى مصر ومبعوثها السابق للشرق الأوسط "وو سى كه"، حيث تحدث عن عمله بمصر لنحو 13 عاما، فضلا عن زياراته المتعددة لها بعد ذلك خلال أداء مهامه كمبعوث خاص للشرق الأوسط وقال إنه دائما ما يتذكر المقولة القديمة "من يشرب من ماء النيل يجب أن يعود إلى مصر". وأكد "سي كه" على أن الحضارتين العريقتين المصرية والصينية ساهمتا كثيرا فى تقريب المسافات بين شعبى البلدين وسهلت من التعارف والصداقة بينهما. جدير بالذكر أن مكتبة بكين ستنظم بعد ذلك سلسلة من الصالونات الثقافية مع العديد من الدول ليحضرها الطلاب والمثقفون والعاملون في مجال النشر والسينما والتليفزيون والخبراء لتبادل الآراء وطرح وجهات النظر المختلفة فيما يتعلق بالتعاون والتبادل الثقافي. وقد تم اختيار مصر كضيف الشرف الرئيسي في أول فعالية من فعاليات حوار الحضارات نظرا لاحتفال البلدين بعامهما الثقافى المشترك ولكون مصر من الدول المهمة على طريق الحرير ولشغف الشعب الصينى بالحضارة والثقافة المصرية العريقة.