نفت ميليشيات مسلحة تابعة لما يسمى بحكومة الإنقاذ الوطني غير المعترف بها دوليًا في العاصمة الليبية طرابلس، علاقتها باشتباكات جرت في وقت سابق اليوم السبت، بين جماعتين مسلحتين متنافستين في وسط المدينة وأدت إلى مقتل شخص وإصابة اثنين آخرين. وقالت قوة الردع الخاصة الموالية لحكومة طرابلس الموازية، إنه لا علاقة لها مطلقًا بهذه الاشتباكات التي استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، موضحة في بيان بثته صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، إن مقرها المعروف بقاعدة معيتيقة لم تخرج منه أي سيارة أو فرد. وزعمت أن القوة التي خرجت هي من الفرقة السادسة التابعة للأمن المركزي، معتبرة أنه على أي فرد من أفراد القوة متواجد في هذه الاشتباكات عليه أن يتحمل مسئولية نفسه. وأندلعت الاشتباكات في محيط معسكر 77 سابقًا، بعد مصرع أحد عناصر الفرقة السادسة التابعة لقوات الردع الخاصة التي يرأسها القيادي الإرهابى عبد الرءوف كارة، قبل أن تنتقل إلى شارع الزاوية. وقال سكان محليون وشهود عيان، إن الاشتباكات أدت إلى احتراق عدد من السيارات في الشوارع بين منطقتي زاوية الدهماني وباب العزيزية، فيما تصاعدت أدخنة سوداء فوق المنطقة وشوهدت مركبات عسكرية تنفذ دوريات في الشوارع المجاورة. وكشف مسئول أمني لموقع 24 الإماراتي النقاب عن أن هذه الاشتباكات على صلة بخطة أمنية لتمكين حكومة الوفاق الوطني المقترحة من بعثة الأممالمتحدة برئاسة رجل الأعمال الطرابلسي من دخول العاصمة طرابلس خلال الأيام القليلة المقبلة. وكشف السراج قبل يومين، أن الخطة جرى الاتفاق عليها مع الشرطة والقوات المسلحة في طرابلس، ومع بعض الفصائل المسلحة والأممالمتحدة، كما ستسمح حكومته الموجودة في تونس والمدعومة من الأممالمتحدة بالانتقال إلى ليبيا. لكن الحكومة الانتقالية وتتخذ من مدينة البيضاء بشرق ليبيا مقرًا لها برئاسة عبد الله الثني، اعتبرت في المقابل أن فرض حكومة مدعومة من الأممالمتحدة بدون موافقة برلمانية يزيد الأزمة تعقيدًا، ودعت الأطراف المحلية والدولية عدم التعامل مع الحكومة الجديدة إلا بعد حصولها على ثقة البرلمان. كما هدت غرفة عمليات ثوار بالدخول في حرب ضد السراج وحكومته، بينما حذر رئيس ما يسمى بحكومة الإنقاذ الوطني خليفة الغويل في طرابلس باعتقال أعضاء حكومة السراج حال قدومهم إلى العاصمة. وغرقت ليبيا في فوضى عسكرية وسياسية وأمنية عارمة، أثرت بدورها على الوضع الاقتصادي منذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011، إثر انتفاضة شعبية أيدها حلف شمال الأطلسي "الناتو".