من العبث ومن الاستخفاف بالثورة والشعب والتاريخ أن نحاكم المجرمين والقتلة علي شوية فلوس، جماعة الإخوان كانوا مجرد ستار سياسي في فضيحة التمويل الأجنبي، طلب الإخوان تشكيل حكومة الآن مجرد مناورة سياسية ومشاغبة ومحاولة ضغط علي المجلس العسكري أكثر من أي شيء آخر.. جماعة الإخوان كان لها بعض المواقف اللا أخلاقية بعد الثورة.. النظام المختلط هو النظام الرئاسي الأنسب لمصر الآن. كانت هذه بعض التصريحات التي اطلقها الدكتور محمد حبيب النائب السابق للمرشد في جماعة الإخوان المسلمين في حواره ل«صوت الأمة» حيث تحدث عن رأيه في فكرة التصالح مع رموز النظام السابق وفضيحة سفر المتهمين في قضية التمويل الاجنبي وتعليقه علي بعض مواقف جماعة الإخوان المسلمين عقب الثورة وكذلك رأيه في النظام الرئاسي الانسب لمصر الآن، بالاضافة إلي موضوعات اخري كثيرة هامة وشائكة داخل الحوار. فالي نص الحوار : كيف تري الوضع في مصر الآن؟ الوضع كما نراه مأزوماً وسبب الازمة الادارة السيئة والفاشلة للمجلس العسكري خلال هذه المرحلة منذ 12 فبراير 2011 حتي الآن، ولا يستطيع احد علي الاطلاق أن يختلف معنا في ذلك فهوالقائم بأعمال السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية. هل تؤيد فكرة التصالح المادي مع رموز النظام السابق «سجناء طرة»؟ هناك جرائم سياسية وجنائية ارتكبت ولن يكون هناك جني لثمار الثورة ما لم تكن هناك محاكمات عادلة، ولابد من القصاص، والقصاص فكرته قائمة علي الردع العام لكل من تسول له نفسه أن يجرم في حق وطنه وحق شعبه. علي ماذا يريدون التصالح؟ وهل يكون التصالح بخصوص فيلا أو أثنتين؟ هل ستعلن عن تصالح مع ناس نهبوا البلد؟ هناك جرائم تصل لحد الخيانة العظمي هل يتم التصالح فيها؟ وإذا كان التصالح علي الأموال المنهوبة فقط ما رأيك؟ القضية برمتها يجب أن توضع علي المحك لأنه من العبث و الاستخفاف بالثورة والشعب والتاريخ أن نحاكم هؤلاء المجرمين والقتلة علي شوية فلوس. ما رأيك في مسألة قيام السيناتور الأمريكي«جون ماكين» بتوجيه رسالة شكر للمجلس العسكري وجماعة الإخوان المسلمين لدورهما الايجابي في موضوع سفر المتهمين في قضية التمويل الاجنبي حسب ما جاء في تصريحاته؟ المجلس العسكري هو صاحب الفضيحة والعار الذي لحق بمصر فهو صاحب مسألة أن تؤخذ خطوة فيما يتعلق بمسألة مداهمة مقرات منظمات المجتمع المدني وهو الذي أراد أن يمارس نوعاً من الضغط علي الادارة الامريكية بخصوص المعونة وهو من اعطي اشارة ضوء أخضر وكلف المستشار عبدالمعز إبراهيم بخصوص منع حظر سفر المتهمين الاجانب، أما القوي السياسية ومنها جماعة الإخوان المسلمين فقد كانوا مجرد ستار سياسي كل له نصيبه وله اسهامه في هذه الفضيحة، وأنا لا اعول كثيراً علي تصريحات صدرت من«جون ماكين» وبعض اعضاء مجلس الشيوخ الامريكي، فالإدارة الامريكية أو الكونجرس بغرفتيه ليس جمعية خيرية فهم لهم مشروعهم ومصلحتهم، كما أن هؤلاء الناس تتفاوت تصريحاتهم وتتباين بل وتتناقض ما بين ساعة واخري ولم يكن يوماً هناك تصريح صادق لهم من اجل سواد عيون الشعب المصري والمجلس العسكري ونحن نعلم جيداً أن هؤلاء يكذبون كما يتنفسون ونعلم انهم يريدون أن يثيروا فتناً بين القوي السياسية وبعضها وبين القوي السياسية والمجلس العسكري فرجاء ألا نضع اعتباراً كبيراً لا«لجون ماكين» ولا لغير «جون ماكين»، والجماعة انكرت ذلك وقالت إن المقصود به ايقاع فتن ومحاولة إثارة غبار حول حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين. بمناسبة حديثنا عن موضوع قضية التمويل الخارجي هناك كلام أثير حول مصادر تمويل جماعة الإخوان المسلمين وأن لها أرصدة في بنوك سويسرا ماردك؟ تمويل جماعة الإخوان المسلمين من جيوب ابنائها ولا توجد هناك أي مؤسسة أو منظمة أو دولة تقوم بتمويل الإخوان لأن الإخوان يعلمون جيداً حساسية هذا الامر والإخوان حريصون علي استقلال ارادتهم وقراراتهم وأي دولة أو منظمة أو هيئة لن تدفع لوجه الله ولكن من اجل أن يكون لها تأثير وتوجيه بشكل ما. ما هي توقعاتك لسيناريو الانتخابات الرئاسية المقبلة؟ إذا كانت هناك قوي سياسية تريد دعم مرشح بعينه فهي حرة في ذلك وإذا كانت هناك مجموعة احزاب تريد أن تتوافق علي دعم مرشح بعينه فهذا شأنها ايضاً وحقها، ولكن إذا كانت هناك قوي سياسية معينة أو بعض القوي تريد أن تتوافق مع المجلس العسكري علي مرشح بعينه فهذا ما لا نريده بل نرفضه وندينه، لأن المجلس العسكري يمثل سلطة حاكمة وهذه السلطة الحاكمة لابد أن تقف علي مسافة واحدة أمام كل المرشحين فإذا دعمت مرشحاً بعينه ستستخدم وتوظف مكانها للتأثير علي الهيئات والوزارات وستستخدمها في دعم هذا المرشح أو ذاك وهذه مصادرة للحرية والارادة الحقيقية للشعب. كيف تري دخول بعض رموز النظام السابق في المنافسة علي الانتخابات الرئاسية؟ المجلس العسكري للأسف سمح لفلول الحزب الوطني بأن يشكلوا احزاباً ويعيدوا استنساخ الحزب الوطني في صورة احزاب عدة واتيحت لهم الفرصة أن يترشحوا لعضوية مجلس الشعب وتم تلميعهم علي مستوي الفضائيات وكثير من الفضائيات«تبعهم» ومع هذا قام الشعب المصري باسقاط هؤلاء، وبالتالي كل من ستكون له صلة أو يعتمد علي دعم من المجلس العسكري سيكون إن شاء الله تعالي نصيبه الفشل. لماذا أعلنت صراحة دعمك للدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح في الانتخابات الرئاسية المقبلة رغم وجود العديد من المرشحين الإسلاميين كما يطلق عليهم؟ هل لأنه رفيق دربك في جماعةالإخوان المسلمين؟ لا، ليس لهذا السبب، فأنا اراه الافضل والاكثر قدرة وطاقة وتميزاً وإن وجدت من هو افضل سأقف بجواره وهذا هو المعيار لدي ليس لأنه مجرد رفيق درب وكفاح ونضال علي الاطلاق فهذه قضية وهذه قضية اخري، فمعايير التميز والقدرة والكفاءة هي المعتمدة لدي، وأنا أدعم الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح100% حتي هذه اللحظة. لكنك صرحت سابقاً «لا أوافق علي ترشيح الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح نفسه لمنصب رئيس رغم أنه اهلاً للرئاسة»؟ كان هذا في البداية لانني كنت مع قيادة الجماعة في قرارها بعدم ترشح احد اعضائها علي اساس أن هذه رسالة تطمين للرأي العام الداخلي والخارجي بعدم تصدر الجماعة للمشهد السياسي، لكن عندما قررت قيادة الجماعة فصله قلت لا فأنا اري أن عملية الفصل بالنسبة لي ذبح، وكون أنه لا يدعم من جانب الجماعة كأننا نذبحه مرتين فهذا الموقف الذي وقفته بعد ذلك اراه رد اعتبار للدكتور عبدالمنعم في مواجهة عملية الفصل، لأنني اري أن هذا القرار كان معيباً. هل تري أن قرار جماعة الإخوان المسلمين بعدم إعلانهم دعمهم لأحد مرشحي الرئاسة إلا بعد اغلاق باب الترشح هو من باب المناورة السياسية، أم تري أنها تحضر لمفاجأة؟ يسأل في هذا قيادة الجماعة، وهذا أو ذاك وارد. هل تتوقع حدوث تزوير في الانتخابات الرئاسية المقبلة؟ وإذا حدث سيكون لصالح من من وجهة نظرك؟ نعم، اتوقع حدوث تزوير في الانتخابات الرئاسية المقبلة وليس من الضروري أن يكون هناك تزوير بالطرق التقليدية المعتادة لكن مسألة عدم الطعن علي قرارات اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية وفقاً لنص الفقرة الثالثة من المادة 28 من الاعلان الدستوري تثير شكوكاً وريبة، ما رأيك في اداء الدكتور سعد الكتاتني كرئيس لمجلس الشعب؟ أنا اري أن الدكتور سعد الكتاتني غير مؤهل لرئاسة مجلس الشعب فحينما اقارن بينه وبين من سبقه نري مثلاً الدكتور رفعت المحجوب صاحب ثقافة موسوعية وقدرة مذهلة في القانون والسياسة والاقتصاد والاجتماع وكذلك فتحي سرور قامة كبيرة بصرف النظر عن تبعيته الكاملة للنظام لكنه من حيث المهنية والاحترافية مختلف فلديه ثقافة قانونية وحضور وأنا هنا اتحدث عن التقويم الموضوعي للامكانات العلمية والذهنية والثقافية والموسوعية. كيف تري رد فعل مجلس الشعب من موقف النائب مصطفي بكري من الدكتور البرادعي وموقف النائب زياد العليمي من المشير طنطاوي والمجلس العسكري؟ ازدواجية معايير، فلو كان محمد البرادعي في السلطة وكان المجلس العسكري ليس في السلطة ما الذي كان سيحدث ، لماذا يسائلون زياد العليمي ولا يسائلون المجلس العسكري عن الدماء التي اريقت والارواح التي ازهقت ؟ اين المسئولون عن مذبحة ماسبيرو ومجزرة محمد محمود ومجلس الوزراء وغيرها من الاحداث حتي يكون موقفنا متناسقا مع قيمنا ومبادئنا . نشر بتاريخ 19 /3/2012