أكدت الصين اليوم الجمعة، موقفها المبدئى الثابت والواضح من القضية السورية وتعهدت بالسعى للتوصل لتسوية سياسية لها وبمواصلة الاتصالات والتنسيق والتعاون مع جميع الأطراف ذات الصلة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لو كانغ فى تصريح صحفى، إن بلاده ملتزمة بدعم محادثات السلام بين الأطراف السورية المتصارعة كما أنها تساند قيام الأممالمتحدة بدور رئيسى فى الدفع قدما بجهود السلام. وأضاف كانغ أن زيارة وزير الخارجية السورى وليد المعلم الحالية للصين ولقاءه أمس مع نظيره الصينى وانج يى واليوم مع مستشار الدولة الصينية يانغ جي تشي تركزت فى مجملها على سبل حل القضية السورية. وأشار إلى أن أهم نتائج تلك الزيارة من وجهة نظره هى أن الحكومة السورية قامت ولأول مرة بالإعلان بشكل علنى عن ترحيبها بقرار مجلس الأمن الدولى رقم 2254 واستعدادها لإجراء مفاوضات مع المعارضة تحت رعاية الأممالمتحدة، "هذا إضافة إلى تعبيرها عن رغبتها فى السعى لوقف إطلاق النار والتعاون مع المجتمع الدولى فى مد الشعب السورى بحاجته من المساعدات الإنسانية وكذا إعرابها عن أمنيتها فى أن يقوم المجتمع الدولى بإعانتها فى إعادة بناء اقتصاد البلاد وتنفيذ القرارات الدولية بشأن محاربة الإرهاب. كان وزير الخارجية الصينى قال أمس فى مؤتمر صحفى عقب عقده لجلسة مباحثات رسمية مع نظيره السورى أن المعلم يزور الصين فى وقت مهم حيث وصلت الأوضاع فيه بسوريا إلى منعطف هام ووصف المحادثات التى عقدت بين الجانبين بالمتعمقة، مشيرا إلى أنها تناولت سبل الدفع بتسوية سياسية للقضية السورية وتم الاتفاق خلالها على الحاجة للالتزام بثلاثة مبادئ أساسية، أولا: الحفاظ على الالتزام التام بالسعى لحل سياسى، وثانيا: أن يكون للشعب السورى حقه فى تقرير مصير ومستقبل بلاده بنفسه، وثالثا: أن تكون أى جهود مرتبطة بالعملية السلمية والتسوية فى إطار الأممالمتحدة. وقال إن الالتزام بهذه المبادئ يجب أن يكون تاما طوال الوقت.. فنحن نعتقد أن قرار مجلس الأمن الدولى رقم 2254 يجسد هذه المبادئ الثلاثة التى يدعمها جميع الدول الأعضاء بالمجلس، كما نعتقد أن الجانب السورى أيضا يدعمها، مشددا على أن هذا القرار فى مصلحة سوريا فى مصلحة الدولة السورية وفى مصلحة الشعب السورى على المدى البعيد. وأضاف وانج أنه الآن ومع وجود توجه لدى المجتمع الدولى لتوحيد الجهود لمكافحة الإرهاب فإن هناك فرصة جديدة وهامة متاحة لنجاح العملية السلمية السياسية فى سوريا، وقد أكد المعلم تماما خلال لقائنا أن الحكومة السورية ملتزمة بكل حزم بمحاربة الإرهاب.. والصين ترحب بهذا الموقف السورى وتعتقد أن جميع الجهود ضد الإرهاب يجب أن تحترم ويتم دعمها. وبالنسبة لمحادثات السلام قال الوزير الصينى أن المعلم أعرب بكل وضوح عن استعداد الجانب السورى للمشاركة فيها بعد ان تقوم المعارضة بتقديم قائمة بأسماء من سيمثلوها فى تلك العملية وأشار الى ان الحكومة السورية مستعدة لارسال وفد الى جنيف لبدء الحوار والمفاوضات والصين تقدر هذه الخطوة الايجابية من جانب الحكومة وتتمنى ان تم عملية الحوار والمفاوضات باسرع وقت ممكن وان يتم المحافظة على استمرارها حتى تسفر عن تقدم فى الوضع.