افتتح د. "جابر عصفور" وزير "الثقافة" أعمال ندوة "الدراما والتاريخ" ب"المجلس الأعلي للثقافة" مساء أمس الاثنين بحضور عدد كبير من المثقفين والمؤرخين وصناع الدراما التليفزيونية والسينمائية . وأكد الوزير أن لا حجر مطلقا علي حرية الإبداع وأن من حق أي مبدع أن يكتب ويقدم إبداعه، مشيرا إلى ضرورة مراجعة الأعمال التاريخية على وجه الخصوص من جانب المتخصصيين، وأضاف أنه من الضروري طرح سؤال عن العلاقة بين الفن والتاريخ والحدود الفاصلة بينهما، وحرية الفنان في التعامل مع الحدث التاريخي. وضرب "عصفور" مثلا برواية "أمين معلوف" (ليون الأفريقي) والتي تدور حول شخصية "عبد الرحمن الوزان" الذي ألف كتاب "وصف افريقيا" وقال أن "معلوف" اقتبس فقرات كاملة من كتاب الوزان في الرواية، وتابع الوزير أن الأسئلة المطروحة الآن بالتحديد هي في مجال الدراما ولكن الأمر أوسع ليشمل علاقة الفن كله بالتاريخ فتدخل باقي مجلات الفن من مسرح وسينما ومسلسلات وغيرها، مشيرا إلى الضجة حدثت بعد عرض مسلسلات رمضان الماضي وما كان بها من عدد من المغالطات التاريخية . ومن جانبه أشار د. "أيمن فؤاد" ممثل "الجمعية المصرية للدراسات التاريخية" أنه فور عرض مسلسلات رمضان الماضي قامت الجمعية بإرسال بيان حول الأخطاء التاريخية في عدد منها, مشيرا إلى قرار اتحاد الإذاعة والتليفزيون في الثمانينات بعرض الأعمال الدرامية علي الجمعية، وأكدا أن أعمال رمضان الماضي لم تعرض على الجمعية لأنها انتاج خاص، وشدد على ضرورة عرض كل الأعمال التاريخية على الجمعية وكذلك حضور التصوير لمتابعة السيناريو والتزام أصحاب العمل به وأيضا متابعة الأمور الضرورية بالعمل من الناحية التاريخية مثل الملابس والديكور والمصطلحات وغيرها . وأكد د. "محمد عفيفي" أمين عام "المجلس الأعلي للثقافة" أن فكرة الندوة بدأت خلال شهر رمضان وما أثير حول المسلسلات التاريخية التي عرضت خلاله، وأن الهدف من الندوة ليس فرض الوصاية أو الرقابة علي الإبداع، وإنما إثراء الحياة الدرامية في "مصر", وأن تصبح لها الريادة، مشيرا إلى أن المشاهد يستقي معلوماته التاريخية من الأعمال الدرامية مثل فيلم "ناصر 56" ومسلسل "بوابة الحلواني ". وفى أعمال الندوة قدمت "أسماء إبراهيم" ورقة بحثية بعنوان "الدراما التليفزيونة التاريخية ومسلسلات السير بين التاريخ والإبداع"، وقدم "أشرف محمد" ورقة عن "سيناريو الفيلم التاريخي في السينما المصرية"، كما قدم "رامي عطا صديق" ورقته عن "دور التاريخ في انعاش الذاكرة الوطنية"، وكذلك قدم "عمرو صابح" ورقة ("صديق العمر" بين الوقائع التاريخية وخيال صناعة)، وقدم "نادر رفاعي" ورقة "الفانتازيا التاريخية في السينما المصرية فيلم رسالة إلى الوالي نموذجا".