جون فيتزجيرالد كينيدي رئيس الولاياتالمتحدة الخامس والثلاثون، والإبن الثاني لجوزيف كينيدي المليونير الأمريكي ذو الأصل الإيرلندي، تخرّج من جامعة هارفارد عام 1940، وتطوع بعدها في الأسطول الأمريكي عام 1943، مُنح وسام الشجاعة في الحرب العالمية الثانية، بعد خدمته كقائد للتوربيد الذي أنقذ حياة ملاّحيه، ثم عمل مراسلًا صحفيًا للأخبار. وكان «كينيدي» عضوًا في مجلس النواب عام 1946، وانضم لاحقًا إلى مجلس الشيوخ عام 1952، ترشح بعدها لرئاسة أمريكا عن الحزب الديمقراطي، واستطاع الوصول لمنصب الرئاسة عام 1960، بعد تغلبه على خصمه المرشح الجمهوري ريتشارد نيكسون، وهو بعمر ال 43، ليكون أول وأصغر رئيس أمريكي كاثوليكي روماني منتخب، يصل لكرسي الرئاسة بينما كان جميع رؤساء الولاياتالمتحدة من المذهب البروتستانتي. استطاع في فترة قصيرة زمنيًا، أن يكسب حب الشعب وأصبح أكثر رؤساء أمريكا شعبية وأهمية، خاصةً بعد مواقفه القوية في مواجهة السوفيت أثناء الحرب الباردة، في مختلف المجالات العسكرية والسياسية ومن خلال مجلس الأمن. مثّل كينيدي، أمل الشباب وطموحاتهم بعد دخوله البيت الأبيض، بعد تبنيه برامج الجبهة الجديدة، التي ترمي إلى تقليص الفقر والتمييز العنصري، وخلق المزيد من فرص العمل لأصحاب الأفكار الخلاّقة، كما أنه صاحب الوعد الشهير بإنزال إنسان على القمر، بالإضافة إلى معارضته لانتشار الشيوعية. شهدت فترة ولايته عدد من الأحداث الكبيرة، أهمها عملية اقتحام خليج الخنازير، وأزمة الصواريخ الكوبية، وبناء جدار برلين والبدايات الأولى لحرب فيتنام، بالإضافة لحركة الحقوق المدنية الأمريكية وسباق غزو الفضاء. كان «كينيدي» من أهم الرؤساء الذين تولوا رئاسة أمريكا، خاصةً خلال فترة حرجة وصراع في الحرب الباردة، حتى تم اغتياله في مثل هذا اليوم 22 نوفمبر 1963، عندما كان في زيارة رسمية لمدينة دلاس، برفقة زوجته جاكلين كينيدي، وحاكم ولاية تكساس جون كونالي. في الساعة 12:30 ظهرًا، أطلق لي هارفي اوزوالد 24 عامًا، أول رصاصة استهدفت «كينيدي» لتخترق الأنسجة اللحمية الرخوة من خلفية كتف الرئيس الأميركي، ونفذت من قصبته الهوائية وخرجت لتصيب اليد اليمنى لحاكم تكساس، الذي استطاع أن يلوي جسده إلى الأمام داخل السيارة ليتفادي الرصاص، بينما لم يستطع الرئيس الأمريكي أن يفعل المثل، لتنطلق الرصاصة الثانية وتصيبه في رأسه، ليلفظ أنفاسه الأخيرة في مستشفى "باركلاند". كينيث سايلر الطبيب ذو ال 27 عامًا، الذي استقبل الرئيس الأمريكي بالمستشفى عقب استهدافه، والذي أكد على أن عدم قدرة «كينيدي» على الإنحناء داخل السيارة لتفادي الرصاصة الثانية، كان بسبب ارتدائه «مشد» يلف صدره وظهره حتى الخصر بأحزمة وربطات، فقد كان يعاني من آلام مزمنة بظهره، مما اضطره لارتداء هذا المشد لمنع الألام، وهو نفسه الذي منعه من الإنحناء، نظرًا لعدم كونه من قماش سهل الطي، بل كان قاسيًا وسميكًا وشبيهًا إلى حد ما بالواقيات من الرصاص.