بالصور: مساكن الموت بمجري العيون.. أحياء في انتظار عزرائيل

«يظهر إننا مش هنشوف الخطة الخمسية إلا في الآخرة» ..هكذا أطلقها أحد أهالي منطقة سور مجري العيون، الذين يعيشون بين الحياة والموت، حيث يعشش الفقر وتنهش أجسادهم المرض، ويلبسون لباس البؤس والحرمان».. «صوت الأمة» رصدت علي الطبيعة حياة البشر هناك الذي جسدته بكل عفوية الحاجة بثينة أحمد علي 70 عاما، بعبارة واحدة "إحنا ميتين بالحيا يابيه".
وأضافت الحاجة بثينة: اسكن هذا المكان منذ 40 سنة ولا أعرف مكانا غيره والبيت بدأ يقع والحيطان مشروخة وبتقع حيطة حيطة وأجلس علي باب المنزل طوال النهار خوفا من الموت إلي أن يغلبني النوم، وانتظر "أجل الله".
وتسائلت الحاجة بثينة :طيب أروح فين؟ ومحدش بيسأل علينا لا رئيس حي ولا وزير، وتضيف المسنة :"البيت زي ماانت شايف مطربق وكنا ننتظر أن يعطونا أيام الزلزال شقة ومحدش أعطانا حاجة وأنا مولودة هنا واولادي اتجوزوا هنا ووقعت بيا الغرفة اللي بنام فيها وكسرت لي الفقرة العاشرة من ضهري ومن يومها بعمل علاج طبيعي في القصر العيني وماليش مكان غيرها فارجع أنام فيها تاني بعد ما وقعت".
وتابعت المسنة في براءة تحكي قصة اصابتها "كنت واقفة ولقيت الغرفة بتنزل بي لغاية ما لقيت نفسي تحت ومش مقدرتي أجيب أو أدور علي مكان تاني وأولادي غلابة علي باب الله وورقنا في الحي من ساعاتها بنام في الحارة برة وساعات عند الشجرة وبصلي وبعبد ربنا وبقول يارب وممكن يقع علينا في وقت ولا أحد يعتبر بنا وجالنا المهندسين وكتبوا إزالة وبردوا محدش عبرنا.
ويشكو أحمد 25 سنة حاله قائلا ": الثورة عملت معانا الغلط كنا شغالين في الاستيراد وبعد الثورة حاجتنا راحت وحالنا وقف ويحذر رضا: الجريمة بتصنع هنا وهيبقي فيه أوحش من كده احنا بنقول للحكومة "عاملونا زي ما بتعاملوا الحيوانات في الجنينة".
مليون و300 ألف عقار ينتظر السقوط
وتعلق منال الطيبي الناشطة الحقوقية في مبادرة «الحق في السكن»، لا بد أن تعود للمحليات دورها الذي كانت تقوم به في تسعينيات القرن الماضي وتوفر سكن الإيواء والطوارئ والحالات العاجلة، لكي نتدارك الكارثة قبل وقوعها إلي أن توفر وزارة الإسكان السكن الدائم.
وتواصل الطيبي: هناك 5 مليون وحدة سكنية غير مشغولة فلماذا تبقي مغلقة ويموت هؤلاء تحت الأنقاض، وتتابع: هناك تضاربا في عدد العقارات الآيلة للسقوط فينما تصرح الجهات الرسمية أن هناك 60 ألف قرار إزالة إلا أن مركز الحق في السكن ومن خلال بحثه الميداني علي مستوي الجمهورية كشف أن مايزيد عن مليون و200ألف عقارآيل للسقوط.