عاد رجل الأعمال باتريس تالون ، أبرز المعارضين لنظام رئيس بنين الحالي توماس بوني يايي ، إلى العاصمة كوتونو بعد عامين عاشهما منفيا خارج البلاد ، مع اقتراب إجراء الانتخابات الرئاسية العام المقبل 2016. وقالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إن الطائرة التي تقل تالون (57 عاما) قادما من أبيدجان هبطت في مطار كوتونو صباح /الخميس/ الاول من الشهر الجارى ، مشيرة إلى أنه لم يعلن بعد رسميا عن ترشحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في فبراير القادم إلا أن معاونيه وأصدقائه السياسيين المقربين تحدثوا عن استعداده لخوض الانتخابات كما أنهم عقدوا مؤخرا عدة اجتماعات لتمهيد الأجواء للإعلان عن ترشح "ملك القطن" السابق الذي قضى أكثر من عامين منفيا في باريس. وظل تالون على اتصال بالمعارضة طوال فترة نفيه خارج البلاد بل إنه أكد لمجلة "جون أفريك" الفرنسية في حديثه معها الشهر الماضي أنه يعتزم الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة ، وأضاف حينذاك أنه يستعد للعودة إلى كوتونو "في أكتوبر على أقصى تقدير". ولا يستطيع المتنافسون الإعلان رسميا عن ترشحهم في الانتخابات الرئاسية المقررة في 28 فبراير 2016 قبل يناير القادم. وكان باتريس تالون من أقوى الشخصيات الفاعلة والبارزة في الحياة الاقتصادية في بنين قبل أن يتحول إلى العدو الأول للرئيس الحالي توماس بوني يايي ، فقد ظل تالون فترة طويلة مقربا من الرئيس بوني يايي كما أنه مول الحملتين الانتخابيتين الأخيرتين للرئيس ، لكنه اتهم عام 2012 بتدبير محاولة اغتياله ثم بتورطه في محاولة انقلاب فاشلة في فبراير 2013 ، وجرت ملاحقة تالون – الذي كان من أبرز رجال الأعمال آنذاك في قطاعي القطن والموانىء – قضائيا أمام المحاكم في بنين في عدة قضايا بتهمة الاختلاس لكنه تمكن من الهرب خارج البلاد ، وفي مايو 2014 ، عفا الرئيس توماس بوني يايي عن باتريس تالون ، معلنا بذلك انتهاء تلك المعركة القضائية الطويلة. وكان رئيس بنين ، الذي يحكم منذ عام 2006 ، قد وعد من قبل بعدم ترشحه لولاية رئاسية ثالثة إلا أن هناك معارضين يخشون أن يحاول إلغاء تحديد مدة حكم الرئيس بفترتين رئاسيتين فقط طمعا في فترة رئاسية ثالثة على غرار ما فعله حكام أفارقة أخرون.