تحليل .. «6» أسباب تصورية تفسر غموض تراجع سحر ميسي

"ميسي لم يعد كما كان أصبح ثقيل الوزن في الميدان" .. أسئلة كثيرة يطرحها الكثير من عشاق الساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي وبرشلونة الأسباني عن الأسباب الغامضة التي أدت الي إنخفاض مستوي لاعب البلوجرانا بهذا "الشكل المذري" ويأسه وفتوره وقلة رغبته وشغفه في مواصلة التحديات التي كان دائما لها في الموعد والمرصاد، بالإضافة لفقد رونقه وحلاوة سحره وتعطل ماكينته التهديفية في وقت كان البرسا في أشد الحاجة اليها لهز شباك الخصوم.
إبتعاد ميسي الهداف التاريخي لبرشلونة ب 371 هدف، وثاني هداف الدوري الأسباني ب 236 هدف عن مستواه المعهود أسفر عن خروج الفريق الكتالوني خالي الوفاض في أسبوع واحد من جميع بطولات الموسم الجاري.
تلقي البرسا ثلاث ضربات في الرأس بدأت بالإقصاء من بطولة دوري أبطال أوروبا بخسارته امام اتلتيكو مدريد في دور ال8 من الشامبيونزليج، ثم تلقيه خسارة مفاجئة امام غرناطة ، جعلته يبتعد عن فريق ديجو سيميوني اتلتيكو مدريد ب4 نقاط قبل نهاية المسابقة ب4 جولات، في إنتظار حدوث معجزة للإحتفاظ بلقب الليجا ، قبل أن يستقبل صفعة أخري بضياع تحقيق لقب كأس ملك اسبانيا اثر خسارة مباراة كلاسيكو الأرض امام ريال مدريد 2-1.
كاميرات المراقبة الخاصة بميسي التي وضعها التلفزيون الأسباني اثبتت ان اللاعب في مباراة برشلونة امام اتلتيكو مدريد في بطولة أوروبا أظهرته تائها في أرض الملعب يتجول في معظم اوقات المباراة، ذهنه مشتت غير قادر علي التفاعل مع زملائه، عينه كانت موجهه علي الأرض، جسده لا ينم عن الشعور بالحماس أو المسئولية.
كما أثبتت الإحصائيات أن المسافة التي قطعها ميسي ركضا داخل الميدان في المباراة لم تتجاوز المسافة التي حققها بينتو حارس مرمي برشلونة سوى ب كيلو ونصف، وتكرر الأمر في مباراة الكلاسيكو الأخيرة، لتواصل وسائل الإعلام يوميا اسئلتها عن ماهي الأسباب التي ادت الي تراجع مستوي الأسطورة ليونيل ميسي.
نعرض لكم بعض التصورات عن أسباب إنخفاض مستوي ميسي :
1 – «شبعه» من الألقاب والجوائز :
توج ميسي مع برشلونة منذ صعوده للفريق الأول 2004، 6 بطولات ليجا – 2 كأس ملك اسبانيا و6 سوبر اسباني وثلاث القاب دوري أبطال أوروبا وبطولتين سوبر أوروبي و2 كأس عالم للأندية، اما علي المستوي الشخصي حصل علي 4 جوائز كرة ذهبية متتالية ليصبح أول لاعب في تاريخ اللعبة يحصل علي ذلك العدد، أفضل لاعب في الدوري الاسباني 3 مرات، هداف المسابقة ثلاث مرات، الحذاء الذهبي مرتين، 3 مرات هداف الشامبيونزليج، افضل وهداف كأس العالم للاندية مرتين وجوائز أخري عديدة لا حصر لها.
2 – إصاباته المتكررة وحالة الإعياء غير المفهومة :
تعرض ميسي لإصابات متكررة علي مدار الموسم الحالي عصفت بإحلامه مع برشلونة فبعد سلسلة من الإصابات والكدمات ، غاب اللاعب لمدة شهرين عن الملاعب في منتصف الموسم بسبب وجود إلتهاب في إلياف الركبة الزمته بالخضوع لراحة، أمرا اخر من الجائز أن يكون سببا في افتقاد ميسي سحره الا وهي مشكلة تقيئه المستمر دون مبرر خلال الفترة الماضية وهو ما أظهرته الكاميرات وبرره اللاعب بانه أمر لا يدعو للقلق، موضحا انه يشعر بحالة الغثيان في أوقات كثيرة من التدريبات والمباريات والمنزل والحفلات، مؤكدا انه اجري العديد من تحاليل الدم والكشوفات الطبية لمعرفة السبب ولكن الإطباء لم يتوصلوا لنتيجة في تشخيص حالته.
3- حلم الأرجنتين في مونديال البرازيل :
نوهت الصحف العالمية وأكدها عشاق ليونيل ميسي أن حلم التتويج مع منتخب بلاده الأرجنتين بكأس العالم الذي ستقام فعالياتها في البرازيل منتصف شهر يونيو المقبل، هي من الممكن أن تكون أحد اسباب تراجع مستوي اللاعب.
فالبطولة الأهم في عالم الساحرة المستديرة هي الوحيدة التي لم يتوج بها ميسي في مسيرته، رغبته الجامحة في اثبات قوته وجدارته في مونديال البرازيل وخوفه من تعرضه لإصابة وحرصه علي الذهاب الي بلاد السامبا بكامل لياقته من الممكن ان يكون امر شاغل باله، خاصة بعد اداؤه المتوسط في كأس عالم المانيا 2006 والمتواضع في جنوب افريقيا 2010، بخلاف مقارنة الجميع بما حققه اسطورة الأرجنتين مارادونا مع منتخب بلاده بجلبه بطولة كأس العالم لبلاده عام 1986.
4 – كرة القدم في المركز الثاني :
بالفعل هذا ماقاله ليونيل ميسي منذ عدة شهور بان لعبة كرة القدم أصبحت تأتي في المركز الثاني من حيث اولوياته بعد وصول ابنه تياجو الذي أشار انه ملئي عليه حياته وجعله يشعر بسعادة كبيرة لا يمكن وصفها، فيبدو ان حياة اللاعب الشخصية اثرت علي اداءه في الفترة الاخيرة.
5 – نهاية جيل ذهبي حقق «الغالي والنفيس» :
كبر سن الجيل الذهبي الحالي لبرشلونة الذي جلب له الكثير من البطولت علي مدار 5 سنوات من الممكن أن يكون احد أسباب تراجع مستوي ميسي ويأتي في مقدمتهم تشافي وانيستا وبويول وبيكيه وفالديز ،وإفتقاد أكثر من لاعب لإمكانياته ابرزهم فابريجاس وبيدرو وبوسكيتس وماسكيرانو ، بالإضافة ل إلإصابات التي ضربت الفريق علي مدار الموسم كانت اخرها تعرض فيكتور فالديز لقطع في الرباط الصليبي.
6– ميسي «برئ».. المشاكل في النادي والفريق :
تصور أخر بان يكون المشاكل الكثيرة التي حلت علي برشلونة منذ إنطلاق الموسم اثرت سلبا علي اداء ميسي بدءا من عدم تدعيم الفريق بصفقات مميزة سوي جلبهم الدولي البرازيلي نيمار، رغم وضوح بعد نهاية الموسم الماضي ضعف الخط الخلفي للفريق الكتالوني خاصة بعد تعرضهم لهزيمة مريرة امام بايرن ميونخ في دوري الأبطال.
كما من الممكن أن يكون ميسي قد افتقد لمدير فني بقيمة بيب جوارديولا الذي كان قد اشار في وقتا سابق أنه عندما لا يقوم ميسي بسحره اذا هناك مشكلة فيما يحيط به ، وهو ما ظهر عقب رحيل مدرب بايرن ميونخ الحالي بنهاية موسم 2012، إنخفاض ما كان يقدمه البرغوت ميسي معه عما قدمه بعد ذلك ، بالإضافة لفشل مواطنه تاتا مارتينو في تحفيزه علي إستعادة مستواه ، وفشله في إدارة العديد من مباريات البرسا علي مدار الموسم.
قضية زميله نيمار والتي جاءت بإتهام رئيس النادي اليساندرو روسيل بالتربح من الصفقة وإبرام عمولات مع والد اللاعب، الصفقة اعلن عن ان قيمتها 57 مليون يورو ولكن بعد فضح الأمور قيل ان الصفقة وصلت الي 105 مليون يورو، وهو الامر الذي أدي الي تقديم رئيس النادي الكتالنوي إستقالته.
مشاكل ليونيل ميسي مع مصلحة الضرائب وإتهامه هو وعائلته بالتهرب الضريبي ووصول الأمر الي إمكانية الحكم عليه بالسجن، خاصة والده المتهم ايضا بغسيل أموال وقيامه بعدة صفقات مع رجال "مافيا" ، وهي احداث أغضبت اللاعب من تضخيم وسائل الإعلام لقضيته.
** المشاكل المادية وتعارض شركات الرعاه :
مشاكله مع ادارة ناديه بدءا من الاختلاف علي بنود عقده الجديد وراتبه السنوي الذي يطلب والده برفعه الي 45 مليون يورو ليكون الأعلي في العالم، بعد قيام ريال مدريد برفع قيمة راتب منافسه وغريمه كريستيانو رونالدو الذي أصبح الأغلي في التاريخ، و تطور الامر الي توجيه خافيير فاوس المسئول المالي في برشلونة رسالة لميسي بان النادي ليس ملزم بأن يقدم له عقد كل 6 شهور، وهو ما جعل الأخير يرد بان مسئول ناديه لا يعرف شيئا عن كرة القدم نافيا أنه طلب تحسين شروط عقده الذي يبقيه في برشلونة حتي 2018.
والمشاكل التجارية بين ميسي وبرشلونة بتعارض العلامات التجارية التي ترعي النادي الممثلة في نوكيا والتي ترعي اللاعب وهي شركة سامسونج و تعارض ايضا بين شركة الخطوط الجوية القطرية التي ترعي النادي مع الشركة التركية التي ترعي ليونيل ميسي.