لا يبدو أن هناك أي بصيص من الضوء في نهاية نفق طويل أمام ارسين فينجر مدرب ارسنال بعد خسارة فريقه 4-3 أمام مضيفه بلاكبيرن روفرز اليوم السبت ليحصد النادي اللندني أربع نقاط فقط من 15 ممكنة في الدوري الانجليزي الممتاز لكرة القدم. ونادرا ما واجه فينجر الذي سيكمل 15 عاما مع ارسنال الشهر القادم مسيرة سيئة مثل هذه طوال تلك الفترة. ومنذ الهزيمة أمام برمنجهام سيتي في نهائي كأس رابطة الأندية الانجليزية في فبراير شباط فاز ارسنال بثلاث فقط من بين 16 مباراة في الدوري وخلال هذه الفترة فقد اثنين من أبرز لاعبيه وهما سيسك فابريجاس الذي رحل إلى برشلونة وسمير نصري المنتقل إلى مانشستر سيتي. وسيظل الضغط واقعا على فينجر بعد هذه النتيجة لكنها أزالت على الأقل الضغط من على ستيف كين مدرب بلاكبيرن بعد أن دعا المشجعون إلى إقالته قبل اللقاء. وظهرت الأزمة التي يعاني منها ارسنال بوضوح بإستاد ايوود بارك. وتقدم ارسنال مرتين 1-صفر ثم 2-1 لكنه استقبل هدفين بالخطأ عن طريق اثنين من لاعبيه في الشوط الثاني وانتهى به الحال مهزوما أمام بلاكبيرن الذي لم يفز بأي مباراة قبل هذا اللقاء وبدأ الجولة وهو في قاع الترتيب. ووضع فينجر - الذي جاء آخر لقب لفريقه في كأس الاتحاد الانجليزي عام 2005 - تحت ضغط من المشجعين لأول مرة الموسم الماضي وسيزداد ذلك بعد الخسارة لثالث مرة في خمس مباريات بالدوري رغم أنه لاحت له فرص أكثر من بلاكبيرن وسيطر على الكرة لأغلب الوقت. وقال فينجر لهيئة الإذاعة البريطانية بعد المباراة "سنحت لنا العديد من الفرص في المباراة وقبل كل ذلك سجلنا هدفين في مرمانا لذلك لا أستطيع التصديق.. لكن يجب أن نواجه ما حدث." وأضاف "قدراتنا الدفاعية هشة في هذه اللحظة لأن الثقة تلاشت بسبب ما حدث في إستاد اولد ترافورد." وخسر ارسنال 8-2 أمام مانشستر يونايتد قبل ثلاثة أسابيع - وهي أول مرة يستقبل فيها النادي اللندني ثمانية أهداف في مباراة واحدة منذ عام 1896 - وهو ما أدى إلى تعاقد المدرب الفرنسي على غير المعتاد مع لاعبين جدد في اليوم الأخير قبل غلق باب الانتقالات عندما ضم ميكل ارتيتا ويوسي بن عيون والمدافع اندريه سانتوس. وبدا أن ارسنال سيستعيد ثقته المعتادة عندما حقق انتصارا بمساندة الحظ 1-صفر على سوانسي سيتي في الدوري الأسبوع الماضي قبل أن يتعادل 1-1 مع بروسيا دورتموند في دوري أبطال أوروبا يوم الثلاثاء لكن الطريقة التي خسر بها اليوم توضح أنه لا يزال هناك الكثير من الأمور الخاطئة. ولم يتحرك لاعبو ارسنال عند تنفيذ الركلات الثابتة ليستقبل الفريق هدفين بسبب الدفاع السيئ ورغم أن ارتيتا صنع الكثير من الفرص وسجل النادي اللندني ثلاثة أهداف إلا أنه أهدر فرصا أكثر كان سيستغلها اذا كان في مستواه. وعلى النقيض أظهر بلاكبيرن الذي حصد نقطة واحدة في أول أربع مباريات له بالدوري روحا قتالية حقيقية وشخصية في الملعب. وجاء الفوز على خلفية قيام المشجعين الغاضبين بمسيرة احتجاجية قبل اللقاء من أجل إقالة كين لكن الأمر تغير بعد ذلك. وأبلغ كين شبكة سكاي سبورتس الاخبارية "قبل اليوم كنت في الجانب الخاطئ بسبب بعض النتائج السيئة وليس العروض السيئة." وأضاف "أعتقد أننا عندما لعبنا أمام فولهام الأسبوع الماضي دافعنا في آخر 20 دقيقة وحافظنا على نقطة وضد ايفرتون أعتقد أننا كنا ممتازين وكان من المفترض أن نحقق الفوز لكننا أخفقنا في تنفيذ ركلتي جزاء." وتابع "اليوم أظهرنا شخصية قوية كان الكل يتساءل عنها.. ليس الكل ولكن واحد بالمائة من الناس وهم نحو 200 مشجع الذين تظاهروا وأتمنى أن يكونوا في جانبنا الان لأن الآخرين الذين يساندوننا نالوا أداء رائعا اليوم." وتقدم بلاكبيرن متجاوزا ارسنال في الترتيب بفارق الأهداف. ولم يحتل ارسنال مركزا خارج الأربعة الأوائل منذ حصوله على المركز الخامس في موسم 1995-1996 قبل حضور فينجر بموسم واحد. ومن المستبعد أن يقوم مشجعو ارسنال بمسيرة احتجاجية مماثلة طلبا لرحيل فينجر لكن المدرب الفرنسي يواجه معركة للحفاظ على موقع ارسنال بين الأربعة الكبار.