بالأضداد تعرف الأشياء.. هكذا يمكن تحقيق فهم أفضل لمدرب مانشستر سيتي الجديد مانويل بليجريني بمقارنته بالرجل الذي حل مكانه من قبل في تدريب ريال مدريد جوزيه مورينيو. وعلى العكس من مورينيو الذي يتسم بالثقة ويسمي نفسه "الاستثنائي" فإن بليجريني يعرف بالهدوء ويطلق عليه "المهندس" ويؤدي المهام الموكلة اليه دون صخب يذكر. وبينما يجتذب البرتغالي مورينيو الأضواء ويثير الجدل فإن بليجريني وهو من تشيلي يفضل العمل بعيدا عن الأضواء وأن يحصل لاعبوه على الشهرة ويستمتعون بالنجاح الا انه يتحمل المسؤولية عند الفشل. ونال بليجريني اشادة كبيرة بقدراته الفنية العالية كمدرب يستطيع تعزيز التجانس داخل الفريق وزرع الولاء والانتماء في نفوس اللاعبين. وقال المهاجم جوليو بابتيستا الذي عمل تحت قيادة بليجريني في مالاجا الاسباني خلال المواسم الثلاثة الماضية لرويترز في فبراير الماضي "أعتقد أن عمله يتحدث عن نفسه." وأضاف "نجح في تكوين مجموعات قوية جدا ليس فقط كلاعبي كرة قدم لكن كأشخاص أيضا وهو أمر مهم جدا." وتابع قائلا "استطاع تكوين مجموعة قوية هنا من لا شيء تقريبا." ويتحدث كثيرون عن قدرات مورينيو العالية في تحفيز اللاعبين لكن الخلافات التي ضربت صفوف ريال مدريد في الموسم الماضي هي أحد أسباب رحيله للانضمام إلى تشيلسي. ويبدو بليجريني قادرا على إستخراج أفضل ما لدى شخصيات مختلفة مثل الأرجنتيني خوان رومان ريكيلمي في فياريال كما نجح في التعامل بنجاح مع مواهب صاعدة مثل ايسكو في ملقة. كما أن المدرب التشيلي لديه القدرة على اتخاذ مواقف حازمة عند الضرورة فقد استبعد ريكيلمي عندما تراجع مستواه. وبعد نهاية مشواره كلاعب في قلب دفاع يونيفرسيداد دي تشيلي قضى بليجريني 16 عاما في التدريب في تشيلي والاكوادور والأرجنتين. وبعد الانتقال إلى أسبانيا نال بليجريني اشادة بسبب عمله مع فياريال صاحب الميزانية المحدودة الذي تولى مسؤوليته في 2004. وقاد بليجريني فياريال للمركز الثالث في الدوري في موسمه الأول مع الفريق والتأهل إلى دوري أبطال اوروبا للمرة الأولى ودور الثمانية بكأس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم في ذلك العام. وفي الموسم التالي حقق بليجريني وفياريال انجازات بالصعود إلى المربع الذهبي في دوري أبطال اوروبا قبل الهزيمة 1-صفر أمام ارسنال الانجليزي. وبفضل انجازاته تولي بليجريني تدريب ريال مدريد عام 2009 بناء على توصية من مدير النادي آنذاك خورخي فالدانو. لكن رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز الذي لا يتمتع بالصبر أقال المدرب بعد موسم واحد بدون ألقاب حتى بعد تحقيق رقم قياسي في عدد النقاط في موسم واحد بالدوري الاسباني الذي أنهاه الفريق في المركز الثاني برصيد 96 نقطة. وتعاقد مالاجا المملوك لقطريين مع بليجريني في نوفمبر 2010 وأثبت المدرب التشيلي أن النجاح الذي حققه في فياريال لم يكن ضربة حظ. وبعد انفاق مبالغ مالية كبيرة على ضم لاعبين تأهل مالاجا إلى دوري أبطال اوروبا للمرة الأولى واقترب كثيرا من المربع الذهبي قبل الهزيمة امام بروسيا دورتموند وصيف البطل فيما بعد. وعادة ما تنال الفرق التي يدربها بليجريني الإشادة بفضل تقديم كرة قدم ممتعة وفي الوقت نفسه الاحتفاظ بدفاع قوي. وقال اوجوتشي اونيو قلب دفاع مالاجا لرويترز في العام الماضي "بخلاف أن مالاجا يضم لاعبين موهوبين جدا فان الفريق لديه مدرب فعال جدا." وأضاف "يعرف (بليجريني) ما يفعله بالضبط. نشعر بالارتياح والثقة بأسلوب لعبه. الترابط الذي نتمتع به هو سبب تحقيقنا نتائج جيدة." وقرر بليجريني الرحيل عن مالاجا بسبب حالة من عدم اليقين ازاء التزام المالك الشيخ عبد الله آل ثاني بالاحتفاظ بالنادي. وسوف يواجه بليجريني مهمة صعبة في مانشستر سيتي وهي بناء فريق ناجح من تشكيلة تعج باللاعبين الموهوبين أصحاب الاسماء اللامعة ومن المؤكد أن مالاجا سوف يفتفده كثيرا. وقامت جماهير مالاجا بتوجيه تحية حارة للمدرب بعد نهاية المباراة الأخيرة للفريق على التي فاز بها 3-1 على ديبورتيفو كورونيا. وحصل مالاجا على ميدالية ذهبية تذكارية من المدينة وسوف يطلق اسمه على أحد الميادين التي تقع بالقرب من استادها.