أكد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية المستشار أحمد أبوزيد، أن الأحداث الإرهابية التى وقعت أخيرا ببروكسل تؤكد وجهة النظر المصرية أنه لابد من المعالجة الكلية والشاملة لقضية الإرهاب بكل أبعادها. وقال أبو زيد فى تصريحات لعدد محدود من المحررين الدبلوماسيين اليوم إن الانتشار السريع واسع النطاق للعمليات الإرهابية فى عدد كبير من دول العالم حاليا يؤكد أن المعالجة الحالية لموضوع الإرهاب ليست مكتملة، وأن هناك احتياجا لمعالجة أكثر شمولية، وهذا هو الطرح الذى طرحته مصر وتطرحه بشكل دائم، وهو أن ظاهرة الإرهاب يجب التعامل معها بشكل متكامل، يبدأ من تعقب الفكر المتطرف ومواجهته بحزم وحسم، لأن المرجعيات الفكرية للتنظيمات الإرهابية أساسها الفكر المتطرف. وأشار المتحدث إلى أن هذا يؤكد خطأ تصور البعض، أو محاولة البعض للتمييز بين جماعات أو تنظيمات متطرفة لا تنتهج العنف وأخرى تنتهج العنف، لأنه فى النهاية فإن كل تلك التنظيمات العنيفة تنهل من فكر متطرف، وأساسها هو الفكر المتطرف، مشددا على أنه يجب المعالجة من البداية ومقاومة الفكر المتطرف، والتعريف وتقوية ونشر الإسلام الوسطى، وتعقب التنظيمات وعدم التمييز ما بين تنظيمات وأخرى، وتعقب مسألة تمويل الإرهاب، والتضييق على حركة الانتقال للمقاتلين عبر الحدود، وضبط الحدود فى مسألة الهجرة غير الشرعية وتجارة السلاح. وأوضح أبوزيد أن وقوع العمليات الإرهابية الكبيرة فى دول متقدمة لديها قدرات أمنية عالية يؤكد أن المعالجة الأمنية ليست وحدها الحل، ويشير إلى أهمية تضامن الدول مع بعضها البعض لمواجهة الإرهاب، بدلا من توجيه الاتهامات أو اتهام بَعضُنَا البعض بالتقصير، مثلما حدث فى التعامل مع حادث الطائرة الروسية، لأنه فى أكثر الدول أمانا ما تزال تحدث عمليات، مضيفا «أنت هنا ضحية يجب أن يتضامن معك المجتمع الدولى، بدلا من أن يوجه أصابع الاتهام إليك أو يعاقبك على حادث معين». وعبر المتحدث عن أمله أن يعيد المجتمع الدولى نظرته وتناوله لقضية الإرهاب، مشيرا إلى أهمية أن يحدث نقاش على أسس جديدة، لوضع استراتيجية أكثر شمولية لمكافحة الإرهاب.