أعلن التحالف العربي الذي تقوده السعودية باليمن في بيان، اليوم الأربعاء، مبادلة جندي سعودي أسير مع سبعة متمردين حوثيين، في إطار مساع للتهدئة عند حدود البلدين تشمل إدخال مواد إنسانية. ويأتي التبادل، وهو الأول بين حوثيين وجنود من التحالف منذ بدأ الأخير عملياته في اليمن قبل زهاء عام، غداة تأكيد مصادر لوكالة «فرانس برس»، تواجد وفد حوثي في جنوب السعودية للتباحث حول تهدئة حدودية. وأوردت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس): "أعلنت قيادة قوات التحالف أن شخصيات قبلية واجتماعية يمنية سعت لإيجاد حالة من التهدئة على الحدود اليمنية المتاخمة للمملكة لإفساح المجال لإدخال مواد طبية وإغاثية للقرى اليمنية القريبة من مناطق العمليات، وقد استجابت قوات التحالف لذلك عبر منفذ علب الحدودي". وأضاف البيان: "كما تم استعادة المعتقل السعودي العريف جابر أسعد الكعبي وتسليم عدد سبعة أشخاص يمنيين تم القبض عليهم في مناطق العمليات بالقرب من الحدود السعودية الجنوبية". وأعربت قيادة التحالف عن "ترحيبها باستمرار حالة التهدئة في إطار تطبيقها لخطة إعادة الأمل بما يسهم في الوصول إلى حل سياسي برعاية الأممالمتحدة وفق قرار مجلس الأمن رقم 2216". وبدأ التحالف في 26 مارس 2015 توجيه ضربات جوية في اليمن دعما لقوات الرئيس عبد ربه منصور هادي، ضد الحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذين سيطروا على مناطق عدة في اليمن بدءا من صيف العام 2014، أبرزها العاصمة صنعاء. ووسع التحالف في صيف 2015 عملياته في اليمن، لتشمل تقديم دعم ميداني بالجنود والمعدات والتدريب للقوات الحكومية اليمنية، ما مكنها من استعادة خمس محافظاتجنوبية، مع تواصل المعارك في مناطق أخرى. وقام الحوثيون خلال الأشهر الماضية، بقصف المناطق الحدودية في جنوب السعودية، وتبادلوا إطلاق النار مع حرس الحدود. وأدت هذه الهجمات لمقتل أكثر من 90 شخصا في المملكة، معظمهم عسكريون. كان مصدر قريب من المفاوضين قال ل«فرانس برس»، الثلاثاء، إن "وفدا حوثيا يتواجد على الحدود الجنوبية للسعودية لإجراء مباحثات حول وقف لإطلاق النار على الحدود الجنوبية للمملكة". وأكد مصدر آخر، أن "المحادثات تتركز فقط على وقف إطلاق النار على الحدود من دون أي التزام بشأن قصف المدن والمناطق التي تتواجد فيها المليشيات الحوثية". وتحاول الأممالمتحدة من دون جدوى حتى الآن، استئناف المفاوضات بين أطراف النزاع، إثر جولة أولى عقدت في سويسرا بين 15 ديسمبر الماضي و20 منه. وبحسب المنظمة الدولية، أدى النزاع في اليمن منذ مارس 2015 إلى مقتل زهاء 6100 شخص نصفهم تقريبا من المدنيين.