"فاتن حمامة".. كانت محور حديث الجميع اليوم في معرض القاهرة الدولي للكتاب، أثناء تقديم العمل الذي يحمل اسم سيدة الشاشة العربية والذي كتبته الصحفية بمؤسسة الأهرام زينب عبدالرازق. قدم الندوة التي تناولت الكتاب الصادر مؤخرا عن "دار الشروق" الناقد السينمائي والصحفي عصام زكريا.
اختارت زينب عبدالرازق أن تسمي كتابها عن سيدة الشاشة العربية، باسم "فاتن حمامة" لما يحمله ذلك الاسم من دلالات تنم عن احترام وتقدير. الكتاب مقسم لعدة أجزاء؛ منهم جزء يتناول حوارا مطولا مع الطبيب الدكتور محمد عبدالوهاب زوج الفنانة فاتن حمامة، وجزء يضم مقالات وشهادات كتبت عن الفنانة، وجزء آخر يضم حوارات سيدة الشاشة العربية مع الإعلامي وجدي الحكيم والذي تحدثت فيه فاتن حمامة عن سيرتها الفنية. الناقد السينمائي عصام زكريا قدم الندوة، قائلا "عنوان الكتاب غني عن التعريف، فهو عن فاتن حمامة أشهر ممثلات السينما المصرية"، مضيفا أن الكتاب لا يختصر فقط على الحوارات التي أجرتها الصحفية زينب عبدالرازق مع فاتن حمامة، وإنما على مقالات وشهادات قيلت عن الفنانة، وحواراتها التلفزيونية مع الإعلامي وجدي الحكيم.
"فاتن حامة أشهر نجمات مصر والعالم العربي، ومن أكثر الفنانات نيلا لاحترام وتقدير الجمهور ، ورحيلها كان صدمة كبيرة لعشاقها لأنها كانت رمزا لعصر كامل، وهي رمز تتجسد فيه فترة طويلة من أحلام مصر واحباطتها" هذا ما قاله الناقد السينمائي عن سيدة الشاشة العربية، مؤكدا أنه برغم قدر فاتن حمامة، إلا أنه لا توجد كتب كثيرة عنها. مضيفا "هذا الكتاب وثيقة تؤرخ لفاتن حمامة وجيلها". قصة الكتاب حكت زينب عبدالرازق عن قصة كتاب "فاتن حمامة" قائلة إنها لم تقرر أن تؤلف كتابا عن فاتن حمامة، وإنما كان هناك قصة وراء ذلك الكتاب، بدأت في 1996، حين قررت زينب في بداية مشوارها الصحفي أن تجري حوارا مع الفنانة القديرة، فوافقت ولم يكن هذا متوقعا لأنه من المعروف عن الفنانة قلة حواراتها الإعلامية، وبالفعل تم إجراء الحوار الذي نشر على عدة حلقات، ومن هنا توطدت علاقتهما، حتى أجرت زينب عبدالرازق حوارا مطولا مع فاتن حمامة في 2003 ونشر في عدد خاص من مجلة نصف الدنيا.
في هذا الحوار بدأت فاتن حمامة تبوح أكثر عن شخصيتها ومواجهتها لأزمات حياتها، وأضافت عبد الرازق أن فاتن حمامة أعجبت بالحوار المنشور، وقالت لها "لما أموت انشري هذا العدد مرة أخرى.. فهذا العدد هو أنا". تقول زينب عبدالرازق إن آخر تليفون أجرته مع فاتن حمامة كان قبل وفاتها في يناير 2015، وكانت بصدد إجراء حوار معها بمناسبة السنة الجديدة، إلا أن فاتن حمامة توفت قبل يومين من موعد إجراء الحوار، وتقول زينب: "فاتن رحلت بجسدها، لكنها حاضرة، أدعوكم جميعا لمشاهدة أفلامها، لأن كل فيلم فيهم له رسالة".
وتضيف زينب "يوم جنازة الفنانة الكبيرة كنت واقفة مع أسرتها وأصدقائها واقترحت على منى ذوالفقار عمل كتاب عن فاتن حمامة، ومن هنا بدأنا نفكر في الكتاب، ودار الشروق رحبت بطبعه، حتى تم صدوره". عن الكتاب كتاب "فاتن حمامة" به جزء عن حوارات أجرتها الصحفية زينب عبدالرازق مع الفنانة القديرة، وجزء آخر عن مذكراتها من خلال لقائها مع الإعلامي وجدي الحكيم وهي المذكرات الفنية الوحيدة لفاتن حمامة، وجزء يتضمن مقالات وشهادات من عرفوا فاتن حمامة من كبار الفنانين والكتاب، وجزء به حوار مع الدكتور محمد عبدالوهاب زوج الفنانة القديرة.
تقول زينب: "حاولت أن أوثق كل كلمة في الكتاب، وكان هناك مشكلة في أن المعلومات الموثقة لم تكن موجودة وكانت متضاربة وقليلة ومكررة"، مشيرة إلى الحوارات المسجلة للفنانة مع وجدي الحكيم والتي فرغتها لتضعها في كتابها والتي قالت مؤلفة الكتاب "إنها كانت ممتعة جدا وتعد المذكرات الفنية الوحيدة لها". وأشارت إلى أجزاء الكتاب المتعلقة بالدكتور محمد عبدالوهاب زوج الفنانة الراحلة والتي قالت عنه: "اكتشفت إنسانا، نموذجا للرجل والزوج المحب، نموذجا فريدا ونادرا"، مشيرة إلى أن حوارها مع زوج الفنانة القديرة جعلها تكتشف الكثير في هذا الرجل الفريد كما حكت عنه، مؤكدة أنه لأول مرة في هذا الحوار يتحدث عن حياته مع فاتن حمامة التي دامت لأكثر من 40 عاما، حيث كانت الفنانة القديرة متحفظة دائما في الحديث عن حياتها الشخصية. وتقول زينب "في الحوار نجد تفاصيل الحب الذي جمع فاتن ومحمد عبدالوهاب، وكيف بنيا حياتهما".
أكدت الصحفية زينب عبدالرازق في حديثها عن كتابها "فاتن حمامة"، إن الفنانة القديرة دائما ما كانت تهتم بالشأن العام وكانت شجاعة في إعلان مواقفها، مشيرة إلى الكلمة التي ألقتها الفنانة القديرة في يونيو 2013- وقت حكم محمد مرسي- أثناء تكريمها من الجامعة الأمريكية ببيروت بمنحها الدكتوراة الفخرية، حيث أهدت الفنانة القديرة تكريما إلى مثقفي مصر قائلة "أهدي هذه الجائزة إلى مثقفي مصر اللي بحبها واللي خايفة عليها". في ختام الندوة، قالت زينب عبدالرازق "الكتاب به توثيق لكل أعمال فاتن حمامة الفنية، أتمنى أن أكون وصلت لدرجة من درجات الإتقان، والحكم لكم". اقرأ أيضا: «فاتن» حكاية العمر كله.. سيدة القصر تروى قصة حياتها - (الحلقة الأولى) فاتن حمامة.. أيامنا الحلوة - (الحلقة الثانية)