- الزوجة: ترك لي رضيعا عمره 4 شهور - والد الشهيد يطالب بإطلاق اسمه على مسقط رأسه.. والأم: أنا أم البطل زارت «الشروق» عزبة كوم والي التابعة لمركز قطور بالغربية، مسقط رأس البطل أحمد ممدوح رزق، (27 عاما)، الذي استطاع بمفرده التصدي لعدد كبير من الإرهابيين وقتلهم والإجهاز على زعيمهم ليرتقي بعدها شهيدا، الخميس الماضي. اللافت أن والد الشهيد كان في رحلة عمرة، وعاد بالأمس، فقط ليعرف بنبأ استشهاد ابنه بعد وصوله إلى منزله، ويقول الأب، محمد رزق، (65 عاما)، إن «ابنه كان بصحبته قبل السفر لأداء العمرة بيوم واحد بيوم، وطلب منه الدعاء»، مشيرًا إلى مكالمة جمعت بينهما، مساء ليلة استشهاده. وقال الأب، «عندما كنت في الطريق إلى مصر حاولت مكالمته على الهاتف ليقابلني، إلا أنه لم يرد، فاستغربت، وبعد لقائي مع أولاد عمي وأخي، بعد وصولي، قال لي أحد أبناء عمي، "لو فيه أمانة، وربنا خدها هاتعمل ايه؟.. ثم قال لي: ابنك مات شهيد فلم استطع الكلام». وبتأثر بالغ، أضاف الأب واصفًا إبنه، «كان يذهب للجيش فرحانًا، وقبل السفر زار جميع أفراد أسرته، ووزع صدقات على فقراء وهو في طريقه للسفر.. وكان صاحبي ولا أموال الدنيا كلها تعوضه». وطالب والد الشهيد، بإطلاق إسم ابنه على مسقط رأسه، لافتًا إلى صعوبة الظروف المعيشية التي تعانيها القرية على مستوى الطرق غير الممهدة والخدمات، فضلًا عن مناشدته بتوظيف شقيق الشهيد. زوجة الشهيد، صباح سعد، (21 عاما)، كانت تحمل طفلها معتز 4 شهور، عندما تحدثت وهي تغالب دموعها، إنها تلقت مكالمة من زميله، مساء ليلة استشهاد زوجها، وقال لها: إنه «يحتاج رقم ابن عمه أو أبوه ليحوّل له رصيد للهاتف لأن ذراعه مكسور». وتابعت الزوجة، «فوجئت بأحد أصدقاء زوجي ينشر صورته مع معتز، ومكتوب عليها: "نحتسبه من الشهداء"، وعندها عرفت بالخبر». تتذكر زوجة الشهيد، كلامه قائلة: «إمتى معتز إبني ييجي يقابلني»، وتوضح أنها كانت ترد عليه قائلة: «لا تقلق مافيش أسرع من الأيام.. وآخر مرة شاف معتز من 15 يوما»، ودائما كان يقول: «أوعي تزعلي مني في أي حاجة.. انا ماشي على طريق ممكن أن أخرج ولا أرجع تاني.. وآخر مرة اتصل بي ليلة الحادث وسأل عن ابنه، وأخبرها أنه في مأمورية كانت لأحد أصحابه واعتذر عنها، فخرج أحمد بدلاً منه». تصف أم الشهيد، نفسها قائلة: «أنا أم البطل.. وأبني كل النَّاس تحبه.. ولم يغضبني أبداً، ودائماً ماكنا يطلب مني الدعاء». وتابعت الأم متحدثة عن إجازة إبنها الأخيرة قبل استشهاده، «عاد إلى وقبلني.. فقلت له ضاحكة: إنت هتودع ولا إيه؟.. وكان وجهه ابيض ولم اعرف برحيله إلا بعد يوم من شهادته في سبيل الله». واختتمت الأم حديثها بالقول، إنها «عرفت من أصدقائه أنه صلى الفجر يوم الحادث وأيقظ الجميع للصلاة، ونحن نعرف أن الرئيس السيسي هايجي حقه هو وأمثاله من الشهداء».