الآثار الاقتصادية للمسار الهابط لأسعار النفط ستكون خطيرة، لكنها معقدة ولن تكون فى اتجاه واحد، لكن على الأقل ومن الناحية البيئية سنضمن بقاء الوقود الأحفورى فى باطن الأرض، قالت صحيفة الجارديان فى مقالها الافتتاحى. وأضافت الصحيفة: «نحن الآن فى وسط انهيار كبير فى النفط، حيث تهبط الأسعار إلى ما يقرب من 30 دولارا، أى ما يقل بنسبة 73% عما كان عليه قبل 18 شهرا. وكما هو الحال مع كل ارتفاع وكل هبوط فى الأسعار، يتكالب المحللون حول إدراك ما إذا كان التغير سوف يستمر أم لا. لا أحد يعلم ذك، لكن عندما تهتز ثقة المستثمرين فى سلعة ما، يٌرجح المحللون أنها ستهتز أكثر مستقبلا، إذ هناك من يتحدث عن احتمال هبوط السعر إلى 16 دولارا للبرميل». لكن هناك أسبابا قوية فى إقناع العالم لنفسه الآن بأن النفط يستحق أقل بكثير مما كان عليه من قبل. ليس من النفط نفسه فحسب، بل كذلك من أنواع الوقود الأحفورى الأخرى التى غالبا ما يمكن أن تحل محله، وأبرزها الغاز، وهو أكثر وفرة مما كان يمكن تخيله قبل بضع سنوات، وذلك بفضل انتعاش حقن الماء. وعلى جانب الطلب، تطورت الأمور على نحو أسرع، مع بطء خطير فى الاقتصادات الناشئة كثيفة الموارد، وعلى رأسها الصين. وهذا كله يشير إلى أن أسعار النفط، يمكن أن تبقى على ما هى عليه لبعض الوقت. فهل هذا شىء حسن أم لا؟ من الناحية الاقتصادية الافتراض الغربى المعيارى هو أن النفط الرخيص نعمة. فمن المؤكد أن ارتفاع الأسعار التى سبقت الركود، كما فى عام 1973 و19791980 و1990. لكن النفط الرخيص يمكن أن نتيجة للضعف الاقتصادى مثلما هو سبب له، كما كان فى عام 2008 عندما أصبح مجرد عَرَض لركود كبير. وأفضل ما يمكن قوله عن النفط الرخيص الآن هو أن التباطؤ العالمى كان سيصبح أكثر حدة بدونه. فماذا عن الأثر البيئى؟ على الرغم من كون القصة معقدة، هناك سبب آخر للتفاؤل. ولنبدأ بفرضية حملة الجارديان لإبقائه فى الأرض، ذلك أن الطريقة الوحيدة لتجنب التغير المناخى المأساوى هى ترك جل الوقود الأحفورى العالمى الباقى حيثما هو فى باطن الأرض. النفط الرخيص يشجع على الهدر. والأسوأ من ذلك أنه يحبط الاستثمار فى «بنية الطاقة التحتية» الأكثر كفاءة. كما أن الطاقة المتجددة، وكذلك التحديثات لتنظيف محطات الطاقة التى تعمل بالوقود الأحفورى، سوف تحقق عائدا أقل.