لونت اضطرابات الاقتصاد الصينى البورصات المصرية والعربية والعالمية باللون الأحمر، فى الأسبوع الأول من عام 2016، الذى كان العالم يأمل أن يكون أفضل من 2015، خصوصا بعد رفع أمريكا لسعر الفائدة لأول مرة منذ 10 سنوات تقريبا، وهو ما يعد مؤشرا على بداية تعافى الاقتصاد الأمريكى. وتراجع المؤشر الرئيسى إى جى إكس 30 فى 4 جلسات من الأحد حتى الأربعاء بنسبة 1.19% ووصل إلى 6923 نقطة، ومن المتوقع أن تواصل السوق تراجعها الأسبوع المقبل، حيث أدت الأزمة الصينية إلى هبوط مزيج برنت أكثر من 4% أمس لتصل إلى مستويات لم تشهدها منذ إبريل 2004 مع اضطراب الأسواق الآسيوية، جراء هبوط اليوان الصينى ووقف التداول فى سوق الأسهم الصينية بشكل طارئ للمرة الثانية هذا الأسبوع. وتم وقف التداول فى البورصة الصينية يوم الجمعة الماضى، بعد انخفاضه بنسبة 7%، عقب بيانات رسمية تفيد أن قطاع الصناعات التحويلية انكمش للشهر الخامس على التوالى فى ديسمبر الماضى، وهو ما يزيد من الضغط على الحكومة الصينية لتحفيز النمو فى ثانى أكبر اقتصاد فى العالم. وتراجعت مؤشرات الأسواق العربية الرئيسية أمس، وحققت خسائر كبيرة، خصوصا دول الخليج التى يعتمد معظم اقتصادات دولها على النفط. وهبط المؤشر السعودى فى التعاملات الصباحية بنسبة 3.8%، ومؤشر دبى بنسبة 3.3%، وأبوظبى بنسبة 2.1%. كما استمر التأثير السلبى للتخمة الهائلة فى المعروض ومستويات الإنتاج شبه القياسية على أسعار النفط التى فقدت حتى الآن 70 بالمائة من قيمتها منذ بدء المسار النزولى لها فى يونيو 2014، مما أضر بالشركات والحكومات التى تعتمد بشدة على إيرادات النفط. وسرعت الصين وتيرة هبوط اليوان يوم الخميس مما دفع أسواق الأسهم والعملات الإقليمية إلى الهبوط بشدة وسط تخوف المستثمرين من أن يطلق العملاق الآسيوى شرارة تخفيضات تنافسية فى أسعار العملات من جانب الشركاء التجاريين. وجرى وقف التداول لباقى الجلسة فى أسواق الأسهم الصينية لليوم الثانى على التوالى بعد أقل من نصف ساعة من بدء الجلسة. ووصل سعر مزيج برنت خام القياس العالمى 32.75 دولار للبرميل، وهو مستوى لم يشهده الخام منذ إبريل 2004. وتعنى التخمة الهائلة فى المخزونات أنه حتى إذا انخفض الإنتاج الأمريكى هذا العام مع انحناء شركات الحفر أمام عاصفة انخفاض الأسعار فسيستغرق الأمر شهورا كثيرة للتخلص من الإمدادات الفائضة.