• 120 حفلًا سنويًا لأسماء بينها دياب وحماقى وعمر خيرت • وليد منصور: المولات خلقت سوقًا جديدة للحفلات فى مصر بعد أن كانت مقصورة على الأوبرا • محمود يوسف: البداية كانت مع الفرق المستقلة.. والمطربون التجاريون يشاركون بأجر أقل حتى لا يسحب منهم البساط • حلمى بكر: شغل ترويج لبضاعة.. والفنان يلجأ إليها عندما يشعر بأنه غير موجود مع انتشار ثقافة المولات التجارية الضخمة فى مصر، قبل 5 سنوات تقريبا، بدأت ظاهرة جديدة على قطاع الموسيقى، بإقامة حفلات غنائية داخل هذه المولات بهدف لفت نظر الجمهور إلى تلك المركز التجارية التى غالبا ما تكون على أطراف القاهرة، والترويج للمحال الموجودة بداخلها لجذب الجمهور لها. تطور الأمر من الاعتماد على المطربين الشباب مثل ساندى وشذى وياسمين نيازى وأمينة، واللاتى غالبا ما يقفن وسط رواد المول يقدمن أغانيهن، إلى تنظيم حفلات ضخمة لكبار النجوم فى مسارح تم تجهيزها لإقامة الحفلات، وكان من أبرز المشاركين فيها الموسيقار الكبير عمر خيرت، ومن المطربين عمرو دياب ومحمد حماقى، ومن نجوم العالم خوليو إجلاسيوس. فهل أصبحت هذه الحفلات سوقا بديلة ومتنفسا جديدا للمطربين فى مصر، أم أنها مجرد استغلال لجماهيرية هؤلاء النجوم فى الترويج للمنتجات والماركات العالمية؟ يقول وليد منصور منظم الحفلات إن الغرض من الحفلات التى يتم تنظيمها فى المولات التجارية هو جذب المواطنين إلى هذه الأماكن الجديدة خصوصا إذا كانت فى منطقة بعيدة عن وسط المدينة مثل القاهرة الجديدة. وقال منصور إن هذه الحفلات الترويجية والدعائية، خلقت أماكن جديدة للحفلات فى مصر، بعد أن كانت مقصورة على دار الأوبرا المكان الوحيد المخصص للحفلات. فهناك الآن 7 مولات كبيرة تقريبا ينظم فيها أكثر من 120 حفلا فى العام الواحد، حتى إن مول مثل «بورتو كايرو» أقام بمفرده خلال عام ونصف العام 62 حفلا غنائيا لكبار المطربين. لكن على الرغم من أن هذه الحفلات تحقق البديل للمطربين فى إقامة الحفلات التى نفتقدها فى مصر فإنه لا يمكن الاعتماد عليها لأن المول الجديد يبدأ ب20 حفل فى العام ثم تقل تدريجيا كلما أصبح هذا المكان معروفا للجمهور حتى تصل إلى 6 حفلات على الأكثر، وربما يلغى هذا النشاط تماما إذا لم يكن المول فى حاجه للترويج. وعن طبيعة تنظيم هذه الحفلات أوضح منصور أن الحفلات التى تنظم فى «بورتو كايرو» على سبيل المثال لا تباع فيها تذاكر، وفى نفس الوقت لا تكون متاحه للجمهور العادى، وإنما يحضر هذه الحفلات جمهور محدد بدعوات خاصة، أما بالنسبة لأجر المطرب، فيتكفل به صاحب المول بالكامل. وهذا عكس ما يحدث فى «كايرو فيستيفال» الذى تخصص فيه خيمة للموسيقى تقدم فيها الحفلات بتذاكر كدار الأوبرا وغيرها من الأماكن التى تقدم الحفلات. وعما إذا كان يجد صعوبة فى دعوة المطربين للغناء فى المولات، أكد منصور أن كبار المطربين لا يرفضون الغناء فى المولات، فعمرو دياب ومحمد حماقى ووائل كفورى شاركوا فى هذه الحفلات، وهناك أيضا فنانون عالميون مثل خوليو إجلاسيوس، فكيف لمطرب أن يرفض بعد مشاركة هؤلاء، خصوصا أن المطرب يحصل على أجره الطبيعى دون أن ينقص منه شىء، كما توفر له كل التجهيزات الفنية التى يطلبها وتتضمن له خروج الحفل بالشكل اللائق، يضاف إلى ذلك أن الجمهور الذى يحضر يكون فى غاية الرقى والاحترام. ويقول منظم الحفلات محمود يوسف إن الفكرة بدأت عقب ثورة يناير مباشرة، عندما قرر أصحاب المولات استغلال حب الشباب للفرق الغنائية المستقلة مثل كايرو كى ومسار إجبارى، فاستعانوا بها للترويج للمولات التجارية، وعندما نجحت الفكرة وبدأت الفرق المستقلة تحتل المرتبة الأولى فى السوق، اضطر المطربون التجاريون للتنازل والموافقة على الغناء بالمولات مع تخفيض أجرهم بنسب تصل أحيانا إلى 40 %، أما بالنسبة للفرق الغنائية الشبابية فمنها من يطلب الغناء مجانا لمجرد التواجد. وأكد يوسف أن هناك نوعين من الحفلات التى تقام بالمولات، الأول مجانى يقام لجمهور المول دون مقابل، وهى طريقة مبتكرة فى الدعاية للأماكن، فإلى جانب الخدمة والتفاعل الحى مع الموجودين فى المول، يحقق انتشارا لهذا المول، حيث يتحدث الجميع عن الحفل مع أصدقائهم. أما النوع الثانى المتمثل فى الحفلات المدفوعة وهذا ليس موجودا الا فى مول مثل «كايرو فيستيفال»، فهذا المول لديه موقع مجهز لإقامة الحفلات الغنائية، وهذا تفكير مبتكر، فأصحاب المول فكروا من البداية فى تأسيس مدينة أو مول متكامل، يجذب جمهور إضافى لحضور الحفلات، وهذا يحقق رواجا مجانيا للمول، فبدلا من أن يطلق حملة إعلانية، يعلن عن إقامة حفل موسيقى لنجم كبير، فالجمهور يزور المول لحضور الحفل، وفى نفس الوقت يشترى التذاكر فيستعيد ما دفعه فى الحملة الاعلانية. من جانبة وصف الموسيقار حلمى بكر الغناء فى المولات بأنه «شغل ترويج لبضاعة»، وليست حفلات غنائية بالمعنى المتعارف عليه، فالمطرب الذى ينزل بمستواه للغناء فى مول تجارى يفعل ذلك بحثا عن التواجد لإحساسه أنه لم يعد مطلوبا للغناء فى الحفلات الحقيقية. وأكد بكر أن ظاهرة الغناء فى المولات ليست إيجابية بالمرة، فالمطرب يتحايل بالغناء فى هذه المولات ليقنع الجمهور أنه متواجد ويقيم حفلات غنائية، وهذا لا يفرق كثيرا عن المطربين الذين ذهبوا لتقديم البرامج أو المشاركة بإعلانات تجارية فى كثير من الأحيان تكون مهينة لتاريخ هذا الفنان، لذلك على المطربين أن يجلسوا معا ويبحثوا عن أسباب وصول حال الاغنية إلى مرحلة الضياع. وقال الموسيقار صلاح الشرنوبى عضو جمعية المؤلفين والملحنين أنه لم يكن يتوقع ان تصل المسألة لهذه الدرجة، ولكن بعد ان أصبح الفن يقدم بالمايوهات على البلاجات أصبح غير مستغربا أن يقدم فى المولات التجارية. وقال الشرنوبى إن الدولة يجب ان تتدخل لأن الفن يجب أن يكون له احترامه، ومن الحرام أن يستهلك لدرجة تقديمه فى مولات تجارية. وطالب الشرنوبى أن تعود حفلات اضواء المدينة، واتحاد الإذاعة والتليفزيون، وعلى وزارة الثقافة أن تقوم بدورها وتفتح مسارح الدولة المغلقة ليغنى فيها الفنانين خاصة الشباب لتكون متنفس لهم بدلا من ذهابهم إلى المولات التجارية. فالفن الحقيقى يجب أن يقدم فى أماكن مشروعة، لذلك نناشد الدولة أن تهتم وتفعل الجلسات التى تمت بين الموسيقيين ووزراء التخطيط والثقافة حتى نرقى بمستوى الفن ولا يكون فى مهب الريح. عمر خيرت: أذهب للجمهور فى أى مكان محترم يقول الموسيقار الكبير عمر خيرت إنه وافق على المشاركة فى حفلات المولات، لقناعته أن مصر تحتاج إلى مسارح كثيرة فى أماكن متفرقة، لذلك عندما يتوافر مكان محترم فيه تجمع كبير من الناس لا يكون هناك مشكلة فى إقامة حفلات به. وأوضح أن دار الأوبرا المصرية لم تعد تستوعب كل الجماهير التى ترغب فى الحضور، لذلك تكون حفلات «كايروفيستيفال» بالتجمع فرصة لحضور جمهور لا تتاح له فرصة الحضور فى الأوبرا التى تشهد كثافة شديدة، فوجود هذه الحفلات فى منطقة جغرافية بعيدة عن وسط المدينة يخفف بشكل كبير الزحام على حفلات الأوبرا. وردا على فكرة استغلاله فى التسويق لمول تجارى، قال خيرت إن ما يشغل الفنان فقط هو أن يكون الموقع الذى يقيم فيه الحفل محترم، وتكون تجهيزات الصوت والمسرح ملائمة، لذلك لا يفرق مع الفنان إذا كان المول يستغل وجوده بشكل تجارى أو لا، فهذا لا يؤثر على الحفل ايجابا أو سلبا.