شهد عام 2015 معارك كثيرة على مختلف الأصعدة السياسية والإعلامية والاجتماعية، لعبت مواقع التواصل الاجتماعي دورًا هامًا في حسمها، لصالح مستخدميها. وشهد هذا العام تحولا في مواقع التواصل الاجتماعي من مجرد وسيلة استخدمها البعض خلال السنوات القليلة الماضية للتعبير عن غضبهم من الأوضاع العامة بالبلاد فقط، إلى وسيلة ضغط لا يمكن الاستهانة بها. فقد ساهمت حملات الضغط التي دشنها مستخدمي هذه المواقع في تحقيق انتصارات كثيرة لصالحهم، وقبل أيام من انتهاء عام 2015، ترصد «الشروق» من خلال هذا التقرير، أبرز هذه الانتصارات التي حققتها «السوشيال ميديا» على مدار العام. استقالة وزير العدل بعد انتفاضة مواقع التواصل الاجتماعي ضده في العاشر من شهر مايو الماضي، أعلن المستشار محفوظ صابر، وزير العدل السابق، في تصريحات لبرنامج «البيت بيتك»، الذي يعرض على فضائية «ten»، رفضه لتعيين أبناء عمال النظافة في الهيئات القضائية، مبررًا موقفه هذا بأن القاضي له شموخه، ويجب أن يكون مستندًا لوسط محترم ماديًا ومعنويًا. وأثارت هذه التصريحات حالة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، تم ترجمتها من خلال تدشين هاشتاج على «تويتر»، بعنوان «#أقيلوا_وزير_العدل »، وشهد هذا الهاشتاج تفاعل كبير، لدرجة أنه احتل الصدارة في أقل من ساعة من إدلاء الوزير بهذه التصريحات. ودفعت هذه الانتفاضة التي اندلعت على مواقع التواصل الاجتماعي، الوزير لتقديم استقالته بعد أقل من 24 ساعة من إدلائه بهذه التصريحات؛ احترامًا للرأي العام؛ وذلك حسبما صرح به المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء وقتها. «عشان لو جه ميتفاجئش» تفضح إهمال مؤسسات الدولة في شهر يونيو الماضي، دشن عدد من الأطباء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» بعنوان «عشان لو جه ميتفاجئش»؛ وذلك بعد زيارة المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء السابق، لمعهد القلب، واستياءه من الإهمال وسوء الأوضاع هناك. وقام المشاركون في هذه الصفحة، بنشر صور لمظاهر الإهمال الطبي بالمستشفيات الحكومية والوحدات الصحية، مطالبين الحكومة بالتحرك لتحسين الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين. «المسيري» يتقدم باستقالته بعد انتشار صور غرق الإسكندرية تعرضت محافظة الإسكندرية، في نهاية شهر أكتوبر الماضي، لموجة من الطقس السيئ، حيث شهدت المحافظة سقوط أمطار غزيرة، أدت إلى وفاة ما يقرب من عشرة مواطنين، وغرق بعض المنازل والمحلات. وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو، أظهرت المأساة التي تعرضت لها المحافظة، كما دشن مستخدمو هذه المواقع عدد من الهاشتجات مثل « #إسكندرية_ بتغرق »، و« #أقيلوا_المسيري »، نددوا من خلالها بسوء تعامل المسؤولين مع الأزمة، وطالبوا فيها بإقالة هاني المسيري، محافظ الإسكندرية. وأمام حملة الضغط على الحكومة لإقالة المحافظ، اضطر المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، لقبول استقالة «المسيري». «النهار» توقف برنامج «صبايا الخير» بعد انتشار هاشتاج « #موتي_ياريهام» في شهر أكتوبر الماضي، نشرت الإعلامية ريهام سعيد في برنامجها «صبايا الخير»، الذي يعرض على فضائية «النهار»، صور شخصية لسمية طارق، المعروفة إعلاميًا باسم «فتاة المول» والتي تم التحرش بها في أحد المولات التجارية، متهمة الفتاة بالكذب، واختلاق رواية غير صحيحة عن التحرش بها. ومن جانبها، اتهمت «فتاة المول» في مداخلة هاتفية لبرنامج «حضرة المواطن»، الذي يعرض على فضائية «العاصمة»، «سعيد» بسرقة 600 صورة شخصية من هاتفها أثناء التصوير معها، وإذاعتها في برنامجها.
وتعرضت «سعيد» لهجوم من جانب مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، حيث دشنوا هاشتاج على «تويتر» بعنوان « #موتي_ياريهام »، نددوا فيه بانتهاك الاعلامية لحرمة الحياة الخاصة، وطالبوا فيه قناة «النهار» بوقف البرنامج، كما أطلقوا حملة أيضًا لمقاطعة منتجات الشركات الراعية لبرنامج «صبايا الخير».
وأمام هذه الحملة، اضطرت معظم الشركات الراعية للبرنامج لسحب إعلاناتها، كما أعلنت قناة «النهار» أيضًا تعليق إذاعة البرنامج، وفتح تحقيق موسع بشأن الحلقة المثار حولها الجدل، مقدمة اعتذارًا لمشاهديها، وكل من استاء من عرض هذه الصور.
هذا ونحن الآن على مشارف عام 2016.. تُرى بعد تفجير الثورات وإقالة المسؤولين ونشر الفضائح ماذا سيكون دور مواقع التواصل الاجتماعي مستقبلا؟