وصل عبد الباسط المقرحي المدان في حادث تفجير طائرة أمريكية فوق بلدة لوكيربي بأسكتلندا الذي أسفر عن مقتل 270 شخصا عام 1988 إلى العاصمة الليبية طرابلس يوم الخميس عقب الإفراج عنه من سجنه في أسكتلندا لأسباب صحية. وهبطت الطائرة التابعة للحكومة الليبية التي كانت تقل المقرحي في مطار معيتيقة الدولي الساعة 9:30 مساء الخميس بتوقيت القاهرة ، وكان في استقباله حشد كبير من المواطنين الليبيين وعلى رأسهم أفراد عائلة المقرحي البالغ من العمر 57 عاما. وكانت اللقطات التليفزيونية قد أظهرت المواطن الليبي وهو يتكيء على عصا ، بينما كان يسير على الممر المؤدي إلى الطائرة الليبية من طراز "إيرباص إيه 340" قبيل مغادرتها بريطانيا متوجهة إلى طرابلس. وكان المقرحي ، الذي يعاني من سرطان في البروستاتا في مراحله المتأخرة ، يسير ببطء دون مساعدة ، كما أخفى وجهه خلف ياقة لباس رياضي أبيض اللون. وفي واشنطن ، وصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما قرار الإفراج عن المقرحي ب"القرار الخاطيء" ، وذلك في الوقت الذى حذرت فيه وزارة الخارجية الامريكيةطرابلس من أن "الترحيب بالمقرحي مثل الأبطال" سوف يؤثر على العلاقات المستقبلية بين البلدين. وقال أوباما إن إدارته تجرى اتصالات مع الحكومة الليبية لتحثها على وضع عبد الباسط المقرحى قيد الإقامة الجبرية بعد وصوله من بريطانيا. وقال أوباما في حوار إذاعي : "نحن نعتقد أن هذا القرار خاطيء". كما أثار هذا القرار استياء أسر ضحايا الحادث ، حيث قالت سوزان كوهين التي توفيت ابنتها في الحادث "عندما تقولون إن هناك (أسبابا إنسانية) أشعر الضيق". وكان المقرحي هو الشخص الوحيد الذى أدين في الهجوم الذي وقع على الرحلة بان أميريكان 103 فوق لوكيربي في أسكتلندا ، وأسفر الحادث عن مقتل 270 شخصا من بينهم 189 أمريكيا. وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون ومسئول أمريكي آخر قد دعيا بريطانيا وأسكتلندا إلى عدم الإفراج عن المقرحي. وقالت هيلاري في بيان لها "لقد تمسكنا بموقفنا أمام مسئولي الحكومة البريطانية والسلطات الأسكتلندية بأنه يجب على المقرحي أن يقضي فترة عقوبته بالكامل في أسكتلندا" ، مضيفه أن الولاياتالمتحدة تشعر "بخيبة أمل" إزاء هذا القرار.