موسم استثنائى.. موسم كل النجوم.. هذه كانت عينة من الأسماء التى أطلقت على هذا الموسم، والتى صاحبتها توقعات بتحقيق إيرادات لن تقل عن 200 مليون جنيه. ولكن مع انتهاء الموسم، تبين أن الإيرادات لم تتجاوز 120 مليون جنيه أى بنقص يقدر ب80 مليون جنيه عن العام الماضى وبنسبة تصل إلى 40% من الإيرادات المتوقعة لهذا العام. «أعلنت منذ بداية الموسم أننى غير متفائل على الإطلاق».. هكذا بادرنا المنتج والموزع محمد حسن رمزى، مؤكدا أنه اعتقد لوهلة بسيطة مع بداية الموسم بعد النجاح، الذى حققه فيلم «عمر وسلمى» أن الموسم سيخيب ظنونه وأنه سيكون موسما تاريخيا من حيث إيراداته، ولكن فرحته لم تدم طويلا، حيث بدأت الكوارث تنهال على السينما فمع الأزمة الاقتصادية الطاحنة التى أصابت العالم، ومن بينها مصر بدأ الإقبال يقل على وسائل الترفيه عموما، ومن بينها السينما وما أن بدأنا فى التعامل مع هذا الوضع، حتى جاءتنا ضربة موجعة أخرى متمثلة فى إنفلونزا الخنازير وتحذيرات وزير الصحة، والغريب أنه كلما ضربت مصر كارثة صحية يحذر المسئولون الناس من دخول دور السينما متناسين وجود العديد من الأماكن المغلقة. ثم جاءت كأس العالم للقارات لتضرب شهرا كاملا للسينما المصرية، ويؤكد رمزى أن يوم مباراة مصر وإيطاليا مثلا كانت قاعات السينما شبه خاوية بالرغم من أنه كان يوم خميس. ولو أردت أن تعرف كيف تأثرت السينما يكمل رمزى لك أن تعرف أن إيرادات السينمات عموما قلت بنسبة 50% منذ بداية شهر يوليو، فعادل إمام كان متوسط أول أيام عرض أفلامه فى السنوات السابقة يتراوح ما بين مليون و800 ألف جنيه، ولكنه حقق هذا العام فى أول أيامه 400 ألف جنيه فقط. ويؤكد رمزى أن هناك أيضا بعض الأوقات التى يكون فيها السبب فى كل هذه الأشياء هو الإصرار على عرض الأفلام فى توقيت معين، كما حدث مع عادل إمام وأيضا مع فيلمهم «بدل فاقد»، والذى تأثر كثيرا بكل الظروف السابقة. وأيضا كمية العنف الموجودة فى إبراهيم الأبيض والتى أثرت على إيراداته بشدة. ويتفق معه المنتج والموزع وائل عبدالله فى حديثه عن أزمة هذا العام ويرجعها أيضا لعوامل سوء الحظ وتحذيرات وزارة الصحة، التى لم تتحدث إلا عن السينمات، وكأن مصر لا توجد بها مواصلات ولا كافيهات، مما أدى بالطبع لخوف الرواد من السينما هذا بالطبع لموضوعات الأفلام التى قللت من إقبال الجمهور عليها مثل فيلم «إبراهيم الأبيض» وكثرة العنف به، وهو ما حرم بطله أحمد السقا من جمهوره، الذى اعتاد أن يشاهد أفلامه 3 مرات على الأقل فى الموسم الواحد، وهو ما أثر سلبا على إيرادات الفيلم، ويؤكد عبدالله أنه راضٍ إلى حد ما عن إيرادات فيلمه «بدل فاقد» فى ظل ظروف السينما المصرية الحالية وهذا الموسم الاستثنائى. ويؤكد عبدالله أنه ربما تكون هناك محاولة لإعادة عرض بعض هذه الأفلام الكبرى فى موسم عيد الفطر ومنحها فرصة أخرى خصوصا أنه من الصعب القبول بهذه الإيرادات فى هذا الموسم، الذى يعتبره عبدالله وبحق موسما خارج كل التوقعات. أما المنتج والموزع جابى خورى فبدأ حديثه معنا مؤكدا ضرورة أن يقوم صناع للسينما بتحليل هذا الموسم للخروج بنتائج إيجابية من هذه التجربة. وأول ما يجب دراسته طبقا لحديث جابى خورى هو الأفلام نفسها ومستوياتها الفنية وهل أعجبت الجمهور أم لا؟ ويؤكد خورى أن الفيلم الجيد يفرض نفسه جيدا أيا كانت ظروف الموسم، وإن كان خورى يعترف بوجود تأثير لإنفلونزا الخنازير والتحذيرات من الذهاب للأماكن العامة وبالطبع كرة القدم والامتحانات إلا أنها عوامل يجب وضعها جنبا إلى جنب مع وجوب تحمل المسئولية ووقف الهدر الكبير فى ميزانيات بعض الأفلام، وهو ما يعكس فى بعض الأحيان شعورا بعدم المسئولية تجاه الصناعة يجب تداركه لتقليل الخسارة. وتؤكد غادة عبدالرازق بطلة فيلم «دكان شحاتة» أن الموسم كان جيدا، وكان من المتوقع بالنسبة لفيلمهم على الأقل أن يحقق إيرادات جيدة وغير مسبوقة، لكن الكارثة الأكبر هذا العام كانت فى تسريب الأفلام على الإنترنت، وهو ما أثر سلبا على فيلمهم الذى تم تسريب نسخة جيدة جدا منه على الإنترنت فى سابقة لم تحدث من قبل وحرمت الفيلم، وبعده فيلم الفرح من عدة ملايين من الجنيهات. أما المنتج والسيناريست محمد حفظى فيؤكد أن الموسم الحالى هو موسم صعب جدا وغير مسبوق أثرت عليه عدة عوامل منها دخول شهر رمضان مبكرا والصدمة التى أصابت الجمهور من مستوى بعض الأفلام الكبرى، التى كان ينتظرها وبقوة وبالطبع إنفلونزا الخنازير. لكن حفظى لم يفته أن يحذر من وجود اتجاه غلب هذا الموسم فى طحن عظام المنتج الصغير من خلال رفع أفلامه من دور العرض فى حالة رغبة شركة كبرى فى عرض أفلامها بعده حتى، ولو لم ينل فرصته الكاملة فى العرض، وهى ظاهرة أثرت سلبا على إيرادات بعض الأفلام بالطبع ويدعو حفظى إلى دراسة علمية لهذا الموسم وإيراداته بكل ملابساته ومحاولة إنقاذ المنتج الصغير من الانهيار، فالخاسر فى هذه الحالة لن يكون سوى الصناعة نفسها. وتتفق معهم الناقدة إيريس نظمى فى وجود مشكلة كبرى هذا الموسم تتمثل فى كونه موسما مليئا بالعنف غير المبرر، وهو شىء لم يعتده الجمهور بالإضافة للظروف القاسية، التى يعيشها الناس، وهو ما يتطلب من صناع السينما وعيا أكثر ومقاومة أكبر لتفاهة أفلام البعض ولسينما المضحكين الجدد التقليدية. المخرج والمنتج عادل أديب يقول: الموسم كان صعبا على الجميع، وليس علينا نحن فقط فهو موسم غريب، ولن يتكرر لأنه ملئ بالأمراض والتحذيرات منها، وكان أيضا مليئا بكرة القدم ومسابقات مهمة، ولكننا كشركة نحاول خلق طرق وبدائل مختلفة نعوض بها ما أنفقناه على الأفلام، وأنا أؤكد أن أفلامنا لم تخسر كما يؤكد البعض لكن عموما نحن نستعد حاليا للتعويض من التوزيع الخارجى فى أمريكا وكندا.