من منا لا يذكر نداء البائع الجوال على عربة اليد «مجنونة يا طماطم»، هل ارتبطت الطماطم بصفة الجنون للونها الأحمر الزاهى؟ أم لاختلاف سعرها هبوطا وصعودا كل يوم؟ إذا كان السعر عاملا يتغير فإن لونها الأحمر القانى يظل سمة أساسية يعلن عن نضجها وتحولها من الأخضر للأحمر. وراء لون الطماطم مادة صبغية مهمة تنتمى لعائلة الكاروتينيدات هى «الليكوبين». الليكوبين حاضر بقوة فى الطماطم حمراء اللون فقط باختلاف أحجامها وأنواعها ومنها صغيرة الحجم المعروفة بالشيرى. أما الطاطم الصفراء والبرتقالية فلا تحوى إلا قدرا ضئيلا من الليكوبين. هناك العديد من الدراسات والأبحاث الحديثة تشير إلى أهمية الليكوبين فى درى خطر الأمراض السرطانية والوقاية من أمراض القلب والشرايين ودعم الجهاز التنفسى. هناك ما يشير إلى أن لها دورا فى مقاومة أمراض سرطان البروستاتا والرئة والثدى والرحم والمستقيم والقولون. لليكوبين أيضا أثر مضاد للأكسدة يحول دون تأكسد الكوليسترول فى الدم وتحوله إلى كوليسترول خفيف يعرف بالردىء. فعله المضاد للأكسدة يجعله ندا للشوارد الحرة التى تطلقها الخلايا أثناء التفاعلات الكيميائية والبيولوجية فتؤذيها وتمهد لشيخوخة الخلايا. لذا فكمية كافية من الليكوبين يمكنها مقاومة انحلال الخلايا وتأخير الشيخوخة. من خواص الليكوبين المهمة أنه لا يفقد فاعليته بطهى الطماطم إنما يظل على حالة لا تؤثر فيه الحرارة حتى لو تحول بأى الطرق إلى صلصات أو عصائر إنما تزداد فاعليته إذا أضيفت إليه أثناء الطهو كمية قليلة من زيت الزيتون. يعلو قدر الليكوبين فى الطماطم لكنه يوجد فى بعض الأغذية الملونة الأخرى مثل البطيخ والجريب فروت الأحمر والجوافة حمراء القلب والبابايا. يوصى أطباء التجميل والجلد بصورة خاصة باستهلاك أكبر قدر ممكن من الطماطم الشيرى الصغيرة لما لها من أثر إيجابى على صحة الجلد خاصة الوجه. أعلى نسبة لليكوبين فى منتجات الطماطم فى الصلصة المركزة التى تستخدمها فى الطهو المركزة الكثيفة يليها الصلصة الخفيفة ثم عصير الطماطم الطازج ومعلبات الطماطم المختلفة.