دخل العداء الإثيوبي كينينيسا بيكيلي تاريخ بطولة العالم لألعاب القوى من بابه الواسع بتتويجه بذهبية سباق 10 آلاف متر ضمن بطولة العالم الثانية عشرة في ألعاب القوى التي تحتضنها العاصمة الألمانية برلين حتى 23 أغسطس الحالي. وقطع بيكيلي الذي أكد أنه "ملك السباقات الطويلة" المسافة في زمن 31ر46ر26 دقيقة ، مسجلا رقما قياسيا جديدا في بطولة العالم ، ماحيا الرقم السابق الذي كان في حوزته ، وهو 57ر49ر26 دقيقة ، وقد سجله في سان دوني بفرنسا عام 2003 ، علما بأنه يحمل الرقم القياسي العالمي وهو 53ر17ر26 دقيقة ، وقد سجله في 26 أغسطس 2005 في بروكسل. وهذا هو اللقب العالمي الرابع على التوالي لبيكيلي صاحب 3 ألقاب أوليمبية في 10 آلاف متر في أثينا و5 آلاف متر و10 آلاف متر في بكين و11 لقبا عالميا في سباقات اختراق الضاحية بعد أعوام 2003 و2005 و2007 ، فعادل بذلك إنجاز مواطنه هايله جبريسيلاسي (4 ألقاب في بطولات العالم من 1993 إلى 1999). ووحده الكيني تشارلز كامارهي هو الذي نجح في اختراق السيطرة الإثيوبية على السباق عندما خطف الذهبية في إدمونتون الكندية عام 2001 من جبريسيلاسي الذي اكتفى بالمركز الثالث. وقال بيكيلي الذي أكد أنه سيخوض سباق 5 آلاف متر أيضا ، "كنت أعرف بأني سأفوز بالسباق قبل لفة من نهايته ، كانت لدي ثقة كبيرة في مؤهلاتي لأني استعديت جيدا لذلك ، وخضت تدريبات شاقة ، وأنا سعيد وفخور لبلادي". وأضاف "اللقب الرابع يعتبر فخرا بالنسبة لي ، لقد أكدت أنني أملك طاقة كبيرة ، هدفي كان البقاء في الخلف من أجل مراقبة السباق ، وقبل النهاية بلفة واحدة قررت الهجوم". ولم يخسر بيكيلي حتى الآن في 12 سباقا في مسافة 10 آلاف متر وتحديدا منذ تتويجه بلقاء هنجيلو عام 2003 ، حيث نال بعدها لقبين أوليمبيين و3 ألقاب عالمية ، كما حطم الرقم القياسي العالمي للسباق مرتين آخرهما في بروكسل. وقطع بيكيلي مسافة 10 آلاف متر سبع مرات في حدود 27 دقيقة ، وكان أبطأ سباق له عندما سجل 33ر08ر27 دقيقة في بطولة العالم في هلسنكي عام 2005 ، فضلا عن أنه فاز بجميع البطولات الكبرى منذ دورة الألعاب الأوليمبية في أثينا عام 2004. وعادت الفضية إلى الإريتري زيرسيناي تاديسي في زمن 12ر50ر26 دقيقة ، والبرونزية للكيني موزيس ندييما ماساي في زمن 39ر57ر26 دقيقة. وجاء القطري أحمد حسن عبد الله في المركز الحادي عشر في زمن 03ر45ر27 دقيقة. وأحرزت البولندية آنا روجوفسكا ذهبية مسابقة القفز بالزانة مسجلة 75ر4 متر ، فيما عادت الفضية إلى كل من الأمريكية تشيلسي جونسون والبولندية مونيكا بيريك (65ر4 متر). وبذلك ، جردت روجوفسكوفا - التي تبقى أفضل نتيجة لها في البطولات الكبرى برونزية أوليمبياد بكين 2004 - الروسية إيلينا إيسينباييفا حاملة الرقم القياسي للمسابقة (05ر5 متر) وبطلة العالم في المرتين الماضيتين ومثلهما في الألعاب الأوليمبية ، من العرش العالمي بعد أن فشلت الأخيرة التي حققت 26 رقما قياسيا عالميا في المسابقة ، في تخطي حاجز 75ر4 متر مرة واحدة و80ر4 متر في محاولتين. وهذه هي المرة الثانية التي تنجح فيها روجوفسكا في التفوق على إيسينباييفا هذا الموسم بعد المرة الأولى في لقاء لندن أواخر يوليو الماضي عندما حلت ثانية خلف البولندية التي أحرزت المركز الأول بعد أن وثبت 68ر4 أمتار ، وهي الوثبة ذاتها التي سجلتها النجمة الروسية ، لكنها احتاجت إلى 3 محاولات مقابل محاولتين لمنافستها قبل أن تفشل الاثنتان في تجاوز حاجز 78ر4 أمتار. وكانت الخسارة الأولى وقتها لإيسينباييفا في 19 مسابقة وتحديدا منذ فبراير 2008 عندما كانت تشارك حينها في لقاء بيدجوش البولندي داخل قاعة ، حيث كان المركز الأول من نصيب مواطنتها سفيتلانا فيوفانوفا. وسيطرت إيسينباييفا على منافسات القفز بالزانة منذ تتويجها بلقبها الأوليمبي الأول في أثينا 2004 ، إلا أن نتائجها هذا الموسم جاءت مخيبة ، نظرا لأن أفضل رقم لها هو 85ر4 أمتار ، أي أنه بفارق 20 سنتيمترا عن الرقم القياسي العالمي الذي بحوزتها. وقالت إيسينباييفا "ليس لدي أي تفسير لما حصل اليوم ، كان كل شيء رائعا وكنت واثقة من إمكانياتي ومن أنني سأفوز باللقب" ، مضيفة "ليس لدي أي عذر اليوم على الرغم من أن المسابقة كانت مهمة بالنسبة إلي ، أتمنى أن تدفعني هذه النتيجة على تحقيق الأفضل في المستقبل واستعادة مستواي". وأكدت جامايكا سيطرتها المطلقة على سباق 100 متر بعد أن نالت شيلي آن فريزر المركز الأول بزمن 73ر10 ثوان مسجلة أفضل توقيت هذا العام أمام مواطنتها كيرون ستيوارت صاحبة 75ر10 ثوان والأمريكية كارميليتا جيتر التي سجلت 90ر10 ثوان. ونجحت فريزر في إضافة اللقب العالمي إلى الأوليمبي الذي فاجأت به الجميع في بكين 2008 ، علما بأن الرقم الذي سجلته اليوم عادلت به ثالث أفضل رقم في التاريخ والذي كان بحوزة الفرنسية كريستين أرون. وكان أوساين بولت قد نال ذهبية الرجال يوم الأحد مع رقم قياسي عالمي خرافي قدره 58ر9 ثوان. واحتفظت الكوبية يارجيليس سافينيي بلقبها بطلة للعالم في مسابقة الوثبة الثلاثية بتسجيلها 95ر14 متر في محاولتها الخامسة قبل الأخيرة متقدمة على مواطنتها مابل جاي (61ر14 متر) والروسية آنا بياتيخ (58ر14 متر) ، علما بأن الأخيرة أحرزت البرونزية الثالثة على التوالي بعد هلسنكي 2005 وأوساكا 2007. وحلت الروسية تاتيانا ليبيديفا بطلة العالم عامي 2001 و2003 سابعة بعدما وثبت 37ر14 متر ، علما بأنها تشارك في بطولة العالم للمرة السادسة. أما الكاميرونية فرانسواز مبانجو بطلة أوليمبياد بكين فأعلنت انسحابها من التصفيات دون الكشف عن الأسباب. وأحرزت العداءة الإسبانية مارتا دومينجيز ذهبية سباق 3 آلاف متر ، وقطعت دومينجيز – وهي أيضا نائبة رئيس الاتحاد الإسباني لألعاب القوى - مسافة السباق في زمن 32ر07ر9 دقائق ، مانحة بلادها الذهبية الأولى في بطولة العالم منذ بطولة أشبيلية عام 1999 عندما توجت نيوركا مونتالفو بذهبية الوثب الطويل وأبيل أنطون بذهبية الماراثون. ونجحت دومينجيز - 33 عاما - التي تحولت الموسم الماضي إلى خوض سباق 3 آلاف موانع من 5 آلاف متر ، حيث فازت بميداليتين فضيتين في بطولة العالم عامي 2001 في إدمونتون و2003 في باريس ، في تعويض خيبة أملها في أوليمبياد بكين عندما سقطت قبل 250 مترا من خط النهاية في الدور النهائي. وفشلت المغربيتان حسناء بنحسي وحليمة حشلاف في بلوغ الدور النهائي لسباق 800 متر. وحلت بنحسي حاملة فضية البطولة الأخيرة في أوساكا 2007 رابعة في المجموعة الأولى بزمن 06ر00ر2 دقيقة ، فيما انسحبت حشلاف من المجموعة الثانية بعد 500 متر بسبب الإعياء ، حيث أغمي عليها وسقطت على المضمار قبل أن يتدخل رجال الإسعاف لعلاجها. وضمن خمسة عدائين عرب تأهلهم إلى الدور النهائي من سباق 1500 متر ، وهم المغاربة أمين لعلو ومحمد مستاوي وعبد العاطي إيجيدير والبحرينيان يوسف سعد كامل وبلال منصور علي ، فيما كان الجزائري توفيق المخلوفي أكبر الخاسرين وودع البطولة.