واصلت الأسر المصرية احتفالاتها بعيدالفطر بالخروج إلى المتنزهات والحدائق العامة، ورغم الموجة الحارة التى بدأت مع أواخر شهر رمضان واستمرت مع أيام العيد، إلا أن كثيرين حرصوا على عدم تفويت المناسبة دون الاستمتاع بها فى مظاهر لم تخل من البهجة ونشاط الأعمار الأصغر سنا. وشهدت حديقة الفسطاط بمنطقة مصر القديمة حضور عدد كبير من الأسر والأطفال، حيث افترشت الأسر الجنبات الهادئة من الحديقة، لتناول وجبات الإفطار، بينما اندمج الصغار فى ألعاب الملاهى ومشاهدة فقرات المسرح الداخلى، وانشغل آخرون بالرقص على الأغانى الشعبية التى شكلت جزءا من نشاط الشباب فى العيد. فى ركن منزو بالحديقة، جلست سيدة إبراهيم برفقة أبنائها الثلاثة تحت شجرة تلقى بظلالها على المنطقة، آثرت أن تجلس بعيدا عن صخب المهرجانات الشعبية المنبعث من بعض ميكروفونات العربات المتجولة، وهى تقول :«نفضل الخروج فى الأعياد لكننا لا نحب شغل المهرجانات». اعتادت سيدة ان تستيقظ فى أيام العيد صباحا وتحضر وجبات سريعة ثم تنطلق مع أولادها إلى حديقة الفسطاط، التى تبعد عن سكنها بضعة كيلو مترات، حيث المساحات الواسعة وألعاب الحديقة،:« الفساط سعرها رخيص ونحاول ان نستمتع بالمتاح لدينا من ألعاب». الأسر حاولت أن تنأى بنفسها عن الأماكن المكشوفة ولجأت إلى المناطق التى تحيطها الأشجار، كما يوضح محمد عبدالله، الذى جلس مع زوجته وابنته على بعد مسافة ليست بعيدة من سيدة، يقول محمد وهو يتصبب عرقا من جبهته :«العيد جاء فى أجواء حارة لكننا نحاول ان نتغلب عليها من أجل الاستمتاع بالمناسبة». المناخ الحار لم يكن السبب الوحيد الذى ابتعد عبدالله من أجله عن منطقة الملاهى التى تقرب إلى باب الحديقة، فهو يخشى على زوجته وابنته من الاحتكاك بالفئات الأصغر سنا حيث تكثر أفعال التحرش، يوضح الرجل الخمسينى :«الحدائق تكتظ بالجماهير والشباب يستغلون ذلك فى التحرش وهو سبب بعدنا عنهم». ورصدت « الشروق» فى جولتها بحديقة الفساط عددا من حالات التحرش اللفظى بين الفئات الأصغر سنا، إلا انها كانت محدودة جدا بسبب مرافقة الأسر للفتيات داخل أروقة الحديقة. فى مساحة أخرى من الحديقة، نظمت مجموعات كبيرة من الشباب حلقات من قيادة الدراجات، فى حين انشغل الأصغر سنا بالتلوين وورسم أشكال الحيوانات على وجوههم .