رأى الكاتب البريطاني روبرت فيسك، أن المعطيات والتطورات الأخيرة في العلاقات بين الولاياتالمتحدةوإيران، تحديدا بعد التوصل للاتفاق النووي بين الولاياتالمتحدة والقوى الدولية الأخرى وإيران، تشير إلى أن أمريكا قد أخذت صف إيران في الصراع الطائفي الذي يعصف بمنطقة الشرق الأوسط. وقال فيسك، في سياق مقال تحليلي بصحيفة الإندبندنت البريطانية اليوم الأربعاء، إنه "مهما بلغ غضب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأمراء الخليج على اتفاقية فيينا، فإن الشك سينتاب العرب بأن الولاياتالمتحدة أخذت جانب الشيعة في الحرب الطائفية الدائرة في الشرق الأوسط". وأشار الكاتب البريطاني، إلى أن هذا الملف لم يعرض بهذا الشكل، ولكن عناوين الأخبار بشأن التوصل للاتفاق النووي، جاءت متوجه بكلمات المديح مثل «الرائع» و«الجيد». ولفت فيسك، إلى أن "الإيرانيين وافقوا على كبح جماح برنامجهم النووي والتخلي عن أجهزة الطرد المركزي وإخراجها من الخدمة خلال العقد المقبل، بالإضافة إلى الحد من مخزون اليورانيوم المخصب، وذلك مقابل رفع الغرب العقوبات المفروضة على الاقتصاد الإيراني، لاسيما تحويل المبالغ التي حجزت عليها البنوك الأمريكية والأوروبية". ومضى يقول "بموجب الاتفاق، فإن مفتشي وكالة الطاقة الذرية سيتمكنون من تفتيش المحطات النووية الإيرانية، ولكن من غير الواضح هل عمليات التفتيش هذه ستكون بإذن مسبق من طهران أم لا". واعتبر «فيسك»، أنه بغض النظر عن كل التفاصيل التقنية لهذا الاتفاق المؤلف من 80 صفحة، فإن إيران تسير الآن نحو العودة لعباءة الشاه الإيراني محمد رضا بهلوي، لتلعب دور "شرطي الخليج"، متابعًا "يجب أن يستعد علماء الزلازل" بالشرق الأوسط، لزلزال يهز المنطقة. وأشار إلى أن أوباما، خليفة روزفلت وجورج دبليو بوش في البيت الأبيض، يسير في اتجاه آخر عن أسلافه، حتى وإن حاول أعضاء الكونجرس "المزعجون" قلب الطاولة وتحطيم الاتفاق، فإن الرئيس الأمريكي سيلجأ بالطبع لحق النقض "فيتو" ضد أي إجراء يسلبه انتصاره. وبناء على ما سبق رأى روبرت فيسك أنه يجب توديع حقبة التأثير الساحق للدول السنية التي تورط أبناؤها في أحداث 11 سبتمبر وقدموا أسامة بن لادن للعالم، بالإضافة إلى دعم طالبان ومن ثم الإسلاميين السنة في العراق وسوريا، وأخيرا، وداعا أيضا للأمراء الذين يدعمون "داعش". وأشار إلى أن أوباما، سيقوم بجولة من المكالمات الهاتفية المطمئنة لأمراء الخليج، مفادها أن لا شيء يدعو للقلق، تماما مثلما وثق كلينتون في كوريا الشمالية ومفاعلتها النووية قبل بضع سنوات، ولكن سيظل العالم يتذكر أن أوباما لا يحمل نفسه حتى عناء إصلاح أثار ما أفسده. ونوه إلى أن الولايات تعتبر إيران على رأس قائمة الدول القادرة على حل الأزمة السورية وتحديد مستقبل نظام الأسد، حيث قد يتم وضع قوات الحرس الثوري الإيراني ومقاتلي حزب الله في خط المواجهة الأول مع الإسلاميين للقضاء على "داعش".