خصص الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، حلقة اليوم الاثنين، من برنامجه «الإيمان والعصر»، للحديث على ليلة القدر، واصفا إياها بأنها ليلة تجديد الأرض وبداية عهد جديد بين الإنسان والله بعد أن سامحه على ارتكاب المعاصي. وقال «خالد» إن هناك شرطا لاكتمال العهد الجديد مع الله وهو أن يمتلك المسلم إرادة التجديد وأنه يريد حقا تغيير نفسه، وليس فقط الذهاب للصلاة، دون إرادة التغيير. وأشار إلى أن السيدة عائشة زوجة النبي عليه الصلاة والسلام ذهبت إليه وسألته ماذا تفعل إذا أدركت ليلة القدر لتنال فضلها، أجابها، أن تكثر من هذا الدعاء، «اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني». وتابع: «هذا الدعاء هو مفتاح ليلة القدر، هي ليلة عفو من الله سبحانه وتعالى عن عباده وليلة عفو من العباد لبعضهم البعض»، مؤكدا أن الله يعفو المسلم من جميع ذنوبه في ليلة القدر. وتطرق الداعية الإسلامي للحديث عن الفرق بين العفو والمغفرة عند الله، قائلا، العفو هو أن يتم محو أثر الذنوب والمعاصي، أما المغفرة لا تمحي الذنوب ولكن لا يعاقب الله المؤمن عليها، فالمغفرة تعني الستر أما العفو يعني اختفاء الذنوب من الأساس. وأوضح أن تلك ليلة القدر تعتبر فرصة للمسلم ليسامحه الله على كل ما ارتكبه من ذنوب، لافتا النظر إلى أن النظر لا يعني فقط محو الذنوب للمسلم ولكن أيضا ضمان رضا الله عنه. وحث «خالد» المسلمين أن يتخذوا خطوات إيجابية وإصلاح علاقتهم مع الناس من أجل التقرب إلى الله والتغيير الحقيق من أجل أن يتقبل الله منهم ليلة القدر والعفو عنهم جميع ذنوبهم مهما كانت، معتبرا أن هذا شرط أساسي من شروط ليلة القدر. وروى الداعية قصة أعرابي سأل الرسول عن من يحاسب الخلق يوم القيامة، فأجابنه النبي «الله»، فقال له الأعرابي بنفسه؟، فأجابه الرسول بنفسه، فابتسم الأعرابي وقال الحمد لله، وعندما سأل الصحابة الرسول عن سبب ابتسام الأعرابي قال لهم، إن الكريم إذا قدر عفا وإذا حاسب سامح.. صدق الأعرابي فقه الأعرابي. وطالب المسلمين بالعفو عن الناس ومسامحتهم ليعفو الله عنهم في تلك الليلة، مشيرا إلى أن الرسول روى لأصحابه عن شخص أهداه الله قصرا في الجنة بعدما عفا عن أخيه بعدما ظلمه. واختتم الداعية الإسلامي حلقته بحث المسلمين على الدعاء إلى الله واتخاذ خطوة جادة في تجديد العلاقة مع الله والعفو عن الناس، متمنيا أن تلقى دعواتهم القبول.