11. ما هو الحكم الشرعى فى صوم رمضان عندما يكون المسلم يعمل عملا ذا مشقة بالغة؟ الجواب: يجب عليهم تبييت النية، أى إيقاع النية من الليل، ولا يفطرون إلا فى اليوم الذى يغلب على ظنهم فيه أنهم سيزاولون هذا العمل الشاق الذى يعلمون بالتجربة السابقة أنهم لا يستطيعون معه الصيام؛ تنزيلا للمظِنَّةِ منزلةَ المَئِنَّة؛ يقول الشيخ البيجورى فى حاشيته على فتح القريب لابن قاسم شرح متن أبى شجاع 1/314: [(وللمريض إن كان مرضه مُطبِقا تركُ النيةِ من الليل، وإن لم يكن مُطبِقا كما لو كان يُحَمُّ وقتا دون وقت وكان وقتَ الشروع فى الصوم محموما فله تركُ النيةِ من الليل، وإلاّ فعليه النيةُ ليلا) أى لانتفاء العذر وقت الشروع الذى هو وقت النية، ومثله الحَصّادون والزَّرّاعون والدَّرّاسون ونحوهم، فتجب عليهم النية ليلا ثم إن احتاجوا للفطر أفطروا وإلا فلا، ولا يجوز لهم ترك النية مِن أصلها كما يفعله بعضُ الجهلة (فإن عادت الحمى واحتاج للفطر أفطر)] اه. وعليه وفى واقعة السؤال لأصحاب العمل الشاق الطويل الإفطار بحيث لا يستطيعون الصيامَ إلا بمشقة شديدة ولا يمكنهم تأجيلُ عملهم لليل أو لما بعد رمضان أن يُفطِرُوا، مع وجوب إيقاعِهم نيةَ الصيام من الليل ثم إن شاءوا أفطروا فى اليوم الذى يغلب على ظنهم فيه أنهم سيزاولون العمل الذى يعسر معه الصيامُ، وعليهم القضاءُ بعد رمضان وقبل حلول رمضان التالى إن أمكنهم ذلك.