كشفت الصين اليوم عن مضمون استراتيجيتها العسكرية ومبادئها التوجيهية بشأن خططها الدفاعية المستقبلية، متعهدة بالعمل على توثيق التعاون الدولي الأمني وعلى وحدة الدفاعات الاستراتيجية وزيادة فاعلية البرامج التكتيكية والعملية بالبلاد. وطبقا "للكتاب الأبيض حول الاستراتيجية العسكرية الصينية"، وهى وثيقة صادرة عن مجلس الدولة الصيني (مجلس الوزراء)، فإن القوات المسلحة الصينية ستكثف من مشاركتها في عمليات حفظ السلام والمساعدات الإنسانية في ظل تنامي القوة الوطنية للبلاد، كما أنها ستستمر في لعب دور فاعل على الصعيد العالمي في عمليات الإنقاذ من الكوارث وتقديم المساعدات الإنسانية وإرسال فرق الإنقاذ ذات الخبرة إلى المناطق المنكوبة لمد يد العون في أعمال الإغاثة وتخفيف وطأة الكوارث خاصة أنه من خلال هذه العمليات يمكن للقوات المسلحة تعزيز قدراتها وخبراتها. وذكرت الوثيقة، أن الجيش الصيني سيحاول أن يسهم بصورة أكبر في تحقيق السلام العالمي والتنمية المشتركة وسيشارك بشكل مكثف في الشؤون الأمنية الدولية والإقليمية، وسيسعى إلى تأسيس آليات أكثر فاعلية وقدرة للاستجابة للطوارئ والوقاية من المخاطر العسكرية وإدارة الأزمات والسيطرة على الصراعات. فضلا عن هذا فستقوم الصين بعمل برامج أكثر تطورا لزيادة قدراتها التكنولوجية ومجابهة التهديدات الأمنية الكبيرة التي تواجه بنية فضائها الإلكتروني، بحسب ما ذكر في الوثيقة الاستراتيجية العسكرية. وحددت الوثيقة أربع مجالات أمنية حساسة بالنسبة للصين وهى الفضاء الإلكترونى وأمن المحيطات والفضاء الخارجى والقوة النووية وأشارت إلى أن المنافسة الاستراتيجية الدولية في الفضاء الإلكترونى باتت اكثر شراسة، مضيفة أن قليل فقط من الدول هى التى استطاعت تطوير قدراتها العسكرية الإلكترونية . وقالت الوثيقة إن الصين تعتبر واحدة من أكبر ضحايا القرصنة الإلكترونية، ولهذا فإنه أصبح لزاما عليها ان تقوم بتحسين قدراتها الدفاعية الإلكترونية ودعم المساعى الوطنية والدولية لتعزيز امن الفضاء الإلكترونى وذلك من أجل تجنب اى ازمات فى هذا القطاع ولضمان امن الشبكة الوطنية المعلوماتية والمحافظة على الأمن الوطنى والاستقرار الاجتماعى الداخلى. وبحسب ما ذكرته وثيقة الاستراتيجية العسكرية الصينية للمستقبل فإن الصين تعارض تماما سباق التسلح بالفضاء الخارجي وتعتزم بكل جدية حماية ممتلكاتها ومصالحها الفضائية. كما أن الصين ترفض تماما الدخول في أي سباق للتسلح النووي مع أي دولة وتتعهد بالعمل على ما فيه الخير العام والسلام الدولي. وأشارت الوثيقة الاستراتيجية إلى أنه بالرغم من أن الصين لا تعتقد أنه ستحدث أي حروب عالمية في المستقبل القريب إلا أن العالم يواجه الآن تحديات جديدة متمثلة في السعي المحموم من البعض للهيمنة واستعراض العضلات والقوة السياسية والتدخلات الخارجية التي أصبحت تتخذ طابعا جديدا. كما حذرت من أنه وبالنظر إلى الصراعات والأزمات الموجودة في بعض المناطق بالعالم فإن اندلاع الحروب في تلك المناطق ليس بالأمر المستبعد على الإطلاق. وقالت الوثيقة، إن "الصين ستواصل التركيز على الفرص الاستراتيجية المواتية لتنمية نفسها بالرغم من كل التهديدات الأمنية والمعوقات والتحديات التي تتحملها لحماية وحدتها الوطنية والإقليمية ومصالحها التنموية". وحذرت الوثيقة الصادرة عن مجلس الوزراء من التهديدات لمصالح وحقوق الصين البحرية من بعض جيرانها وبعض الدول الخارجية التي تحاول التدخل في الشئون الإقليمية والسيادية في بحر الصين الجنوبي، مؤكدة أنه وبالرغم من كل شئ فإن الصين مصممة على أن تواصل المضي على درب التنمية السلمية والالتزام بسياسة خارجية ودفاعية وطنية ذات طبيعة سلمية. وأكدت الصين، في الوثيقة أنها ستلتزم بمبادئها الخاصة بالدفاع والدفاع الذاتي وتنفيذ هجمات استباقية دفاعية، مشيرة إلى أنها لن تكون أبدا الطرف الذي يبدأ بالهجوم ولكنها ستهاجم من يهاجمها. وشددت على أنها ضد جميع أشكال الهيمنة وسياسة استعراض العضلات السياسية، متعهدة بأنها لن تسعى أبدا لتكون قوة مهيمنة أو توسعية بل أنها ستعمل دائما في سبيل السلام العالمي.