"نعم .. إنه اعتراف بأن الدولة موجودة".. هكذا قال الأب فيدريكو لومباردي المتحدث باسم دولة الفاتيكان، التي وضعت أمس الأربعاء اللمسات الأخيرة على معاهدة أوضحت اعترافها رسميًا بدولة فلسطين بدلًا من منظمة التحرير الفلسطينية، التي تمثل الفلسطينيون حول العالم في الدول التي لا تعترف بوجود دولة فلسطين. الدول المعترفة بدولة فلسطين في 2014 بحسب خريطة من إعداد موقع Quartz: وبهذا الاعتراف تصبح الفاتيكان الدولة رقم 136 في العالم التي تعترف بدولة فلسطين، ويزداد بذلك أعداد المعترفين عما كان عام 1988، عندما أعلن المجلس الوطني الفلسطيني الاستقلال من جانب واحد. حوالي 90 دولة اعترفت بدولة فلسطين في 1988 بحسب خريطة من إعداد موقع Quartz: ولكن يقول إيشان ثارور الكاتب المتخصص في العلاقات الخارجية في مدونة WorldViews على صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن هذه الخطوة يجب ألا تشكل مفاجآة عظيمة، فمنذ صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة على الاعتراف بفلسطين كدولة مراقبة غير عضو في 2012، أشار الفاتيكان ل "دولة فلسطين" في بياناته. وفي خطوة متوقعة، أصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية، بيانًا، أعربت فيه عن شعورها بخيبة الأمل من قرار الفاتيكان، وأن الخطوة "تُبعد القيادة الفلسطينية من العودة إلى المفاوضات المباشرة والثنائية" مع الإسرائيلين بشأن عملية السلام المتوقفة منذ فترة طويلة. وجهة النظر هذه ربما لا يحملها المسئولون في الفاتيكان أو في العديد من الحكومات الأخرى في أوروبا، التي شهدت العام الماضي تعاقب ثابت للأصوات البرلمانية إما يؤكد اعترافًا رسميًا أو رمزيًا بدولة فلسطين. لا يقدم اعتراف الفاتيكانبفلسطين تغييرًا كبيرًا في الحقائق الحالية، التي تتضمن التوسع الثابت للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية وإنهيار المباحثات بين معسكري الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولكن هذا الاعتراف يعمق الشعور بأن إسرائيل تزداد عزلة على المسرح العالمي. بحسب موقع Quartz، الفاتيكان أصغر دول العالم، وتحتل مساحة نصف كيلومتر مربع في منتصف العاصمة الإيطالية روما، وتعد الدولة الثالثة في أوروبا التي تعترف رسميًا بفلسطين، بعد أيسلندا التي اتخذت هذا القرار في 2011 والسويد التي اعترفت بفلسطين في 2014.