شهادة الطب الشرعي عن المدى المؤثر لسلاح الخرطوش تتناقض مع شهادة خبير الأسلحة عبد الحميد: المدي المسبب للوفاة من الخرطوش لا يتجاوز 5 أمتار.. وخبير الأسلحة: 12 متر استمعت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بأكاديمية الشرطة برئاسة المستشار مصطفى حسن عبد الله، إلى شهادة الدكتور هشام عبد الحميد المتحدث السابق باسم الطب الشرعي، في ثاني جلسات محاكمة ضابط الأمن المركزي المتهم بقتل الناشطة السياسية شيماء الصباغ عضو حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، خلال مسيرة نظمها الحزب بميدان طلعت حرب في الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير. وأكد عبد الحميد أنه "يراجع تقارير الصفة التشريحية التي يقوم بها الأطباء الشرعيين العاملين بمشرحه زينهم، وأن الدكتور عمر محمد سيد هو من قام بتشريح جثة الشهيدة شيماء الصباغ". وأضاف أنه بصفته مدير مشرحة زينهم حضر بنفسه تشريح جثة شيماء لأهمية الحادثة، وسمح بحضور طبيب خاص مع أهل المجني عليها، بالإضافة للمحاميه راجيه عمران كممثله عن المجلس القومي لحقوق الإنسان. وأوضح عبد الحميد أنه بالكشف الظاهري والمثبت بالتقرير تبين أن الجثمان كان به أثار أصابه بطلق رش مطلق من سلاح خرطوش في الظهر بالكامل ويسار العنق ويسار الوجه بإنتشار في مساحة 50×50 ، وأن هذه الطلقات الرشيه هي محتويات الطلقة الخرطوش التي اخترقت جسد المجني عليها بين ضلوع القفص الصدري في الظهر الي منطقه القلب والرئتين وأحدثت تهتك بهم و نزيف بالتجويف الصدري وأحدثت صدمة نزفيه. وتابع: النيابة عرضت على طالب الشرعي 4 اسلحة خرطوش أعيرة 12 وكانت جميعها كامله الاجزاء وصالحه للاستعمال ويشتم من فوهتها رائحه البارود مما يشير الي إستخدامها مسبقا، ولكنه لم يكن عليها أي كئوس اطلاق الغاز، حين عرضتها النيابة علي الطب الشرعي، لافتا الى أنه فحص هذه الاسلحة ولكن لم يتم تجربتها. وأكد أن المدى المؤثر لتلك الأسلحة الخرطوش يتحدد بناء على 3 عناصر متعلقة بحركة المقذوف داخل السلاح، مشيرًا الى أنه كلما زادت كمية البارود في طلقة الخرطوش كلما زاد المدي المؤثر، وكلما زادت طول ماسورة السلاح زاد المدي المؤثر. وأضاف أن من بين العناصر المؤثرة على المدي المؤثر، حركة المقذوف في الهواء، موضحًا أنه كلما زادت سرعة الرياح المعاكسه ومقاومه الهواء كلما قل المدي المؤثر، لافت الى أن طاقه المقذوف تعتمد علي كتله المقذوف وسرعته. وأشار عبد الحميد الي أن مرونة وكثافة النسيج المصاب في الجسم، من العوامل المؤثرة على إختراق الخرطوش وقدرته على الإصابة والقتل، حيث يختلف الشخص السمين عن الشخص النحيف ومن يرتدي لباس خفيف أو ثقيل يؤثر علي المقذوف وقدرته علي الاختراق. وتابع: بحسب مناظرة النيابة العامة وتقرير الصفة التشريحية للمجني عليها، تبين أنها نحيفة البنية، وهذا كان من الأسباب الرئيسية التي أدت الى اختراق "الرش" لجسدها، لافتا الى أنها أحدثت إصابات فقط في المصابين المجاورين لها لإختلاف طبيعة النسيج المصاب. وأضاف عبد الحميد، أن السلاح المستخدم الذي قام بفحصه شديد الخطورة عندما تكون المسافة بين فوهه السلاح والهدف 3 أمتار، وتكون الخطورة متوسطة، عندما تكون المسافة بين السلاح والهدف من 3 الي 5 أمتار، بينما تقل فرصة حدوث الوفاة بنسبه كبيرة جدا عندما تكون المسافة أكثر من 5 أمتار الي 10 أمتار . وأكد عبد الحميد أن سلاح الخرطوش قاتل بطبيعته، وأنه يمكن إطلاق الخرطوش أيضا في حال وجود كأس إطلاق. وجدير بالذكر أن شهادة عبد الحميد من حيث المدى المؤثر لسلاح الخرطوش المستخدم، جاءت مخالفة لما شهد به العقيد أيهاب عبد الرحمن، كبير مهندسي ورش إصلاح الأسلحة بالقوات المسلحة، والذي أكد للمحكمة بالجلسة الماضية أن المرمى المؤثر لطلقة الخرطوش من السلاح المستخدم يصل الى 20 متر، ومع هذه المسافة تحدث طلقة الخرطوش إصابه، أما إذا كانت المسافة بين مطلق الخرطوش والهدف، لم تتعدى 12 مترًا فتكون الطلقة قاتله، مشيرًا الى أنه من خلال الصور والفيديوهات التي عرضتها عليه النيابة، لم يمكنه تحديد المسافة بين الضابط المتهم حامل البندقية والمجنى عليها. وانتهى خبير المساحة، الى تحديد المسافة بين السلاح والمجني عليها بثمانية أمتار.