قالت إيرينا بوكوفا المدير العام لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، أن زيارتها إلى مصر جاءت للتأكيد على دعم السلطات المصرية في حربها على الإرهاب وجهودها الحثيثة لحماية التراث المصري والحضارة من براثن الأفكار الإرهابية. وأضافت بوكوفا، في تصريح لها، أنها "أجرت لقاءات مهمة مع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب ورئيس جامعة الأزهر الدكتور عبد الحي عزب وعدد كبير من طلبة الأزهر للتأكيد على الدور المحوري الذي من المفترض أن يلعبه الشباب في نشر رسائل الدين الصحيحة ومكافحة الأفكار الهدامة". وأوضحت بوكوفا، أنه يتعين على الحكومات الإهتمام بتعليم الشباب وتدريبهم وتأهيلهم ومساعدتهم على إيجاد فرص عمل وأمس انعقد مؤتمر كبير لحماية التراث الإنساني بمشاركة 10 دول من المنطقة وزرنا أمس المتحف الفن الإسلامي الذى يعد أكبر متحف للحضارة الإسلامية في العالم". وأضافت بوكوفا، أنه "لابد من وقف عمليات تهريب وبيع الممتلكات التراثية في المواقع الآثرية لوقف تمويل الإرهابيين حيث يقومون بسرقة الآثار وبيعها لتمويل عملياتهم الإرهابية مثلما يحدث من عمليات تهريب للبترول والسلاح وتعبئة الشباب والمجتمع الدولي لإطلاق نهجا جديدا لحماية التراث وكيفية المحافظة عليه حيث لم يعد التراث مجرد ممتلكات ثقافية وبات اليوم يشكل واجبا وتحديا أمنيا أمنيا مؤكدة أن المجتمع الدولي سينجح في حماية التراث إذا أخذ بهذه التوصيات". وأشارت المدير العام لمنظمة اليونسكو إلى أن هناك بعض الجماعات التكفيرية تسعى إلى تدمير التراث الإنساني باسم الاسلام، لافتة إلى الحاجة إلى التوعية بالمنهج الوسطي المعتدل حيث يتحمل رجال الدين مسؤولية كبيرة لمحاربة هذه الأفكار الهدامة المخربة . واستطردت قائلة، إنه "لابد أولا من حماية التراث الذي لم يتم تدميره ثم إعادة بناء وترميم ما تم تدميره"، معربة عن أسفها عند رؤية المساجد والكنائس تتعرض للهجوم، حيث تعرض التراث الإنساني إلى التدمير في ماليوسوريا والعراق وتم بناء أربع معابد بعد تدمير 14 معبدا في مالي. وأضافت، أن "العالم تضامن مع مصر بعد تعرض متحف الفن السلامي العريق للهجوم على خلفية العملية الإرهابية التي استهدفت مديرية آمن القاهرة فى العام الماضي، حيث لا يمكن أن يتخيل العالم مصر بدون المعابد الأثرية والأهرامات وأماكن مصر القديمة"، معربة عن قلقها إزاء عمليات سرقة وتخريب التراث في سوريا والعراق. وتابعت بوكوفا، أنه عندما تحتفل اليونسكو بالعام السبعين لتأسيسها ، تؤكد على كونها نشأت على فكرة بناء مفاهيم السلام في عقول البشر، حيث لم تتغير هذه الفكرة حتى اليوم، مشيرة إلى أن منطقة الشرق الوسط تحتاج لرؤية جديدة لمكافحة عمليات سرقة الآثار وحماية التراث الإنسانى من التدمير لاسيما في وقت الصراعات مثلما يحدث بالعراق وسوريا. وأشادت مدير عام اليونسكو بإصرار مصر على قيادة المنطقة لرفع الوعى بمخاطر وعواقب تدمير ونهب وسرقة الآثار الوخيمة، قائلة، إن "تدمير التراث الإنسانى وصل لمعدلات غير مسبوقة، ويتم من خلال تهريب وسرقة الآثار تمويل الإرهاب ونشر الكراهية، ويجب أن نعتبر عمليات تدمير وسرقة التراث كجرائم حرب". وأكدت على أن اليونسكو تقوم بالتزاماتها ومسئولياتها، وترى أن حماية التراث الإنساني ليس فقط قضية ثقافية بل أصبحت اليوم من الأمور الأمنية التي يجب الاهتمام بها حيث لابد من تحقيق تعاون بين الأمن والجهات المعنية بالآثار، والعمل على المستويين الإقليمي والدولي لحل هذه المشكلة.