مؤخرا، انتشر مفهوم النسوية بشكل خاطئ في الإعلام والفنون العربية، فأطلق البعض على أي منتجات فنية أو أدبية تنبع من مبدعة أنثى «فن/ أدب نسوي»، والنسوية وفقا للتعريف المعجمي للكلمة هي ببساطة الاعتراف بأن للمرأة حقوقا وفرصا مساوية للرجل، والدفاع عن تلك الحقوق. فقط كل ما يتناول تلك الفكرة يعد نسويا، أحيانا يكون صانعه رجلا في الأساس، كبعض أعمال المخرج «محمد خان»، وليس بالضرورة أن تكون الأعمال التي تنتجها النساء "نسوية". ربما الأمر أصبح محصورا في الوطن العربي لندرة المبدعات النساء، فحالما تتاح الفرصة لإحداهن فعادة ما تعبر عن مشاكل النساء في مجتمعها من خلال متنفسها الأدبي أو الفني، السينمائي على سبيل المثال. تنطلق اليوم 13 مايو فاعليات الدورة ال 68 لمهرجان كان السينمائي الدولي، بمشاركة 20 فيلما في المسابقة الرسمية بالمهرجان، بينما يعرض 44 فيلما آخرين بمسابقات مختلفة وتستمر حتى 24 مايو الجاري. «نظرة خاصة» من ثلات سيدات.. تعد فئة أفلام، أو مسابقة «نظرة خاصة» من الفئات الهامة في جوائز مهرجان كان السينمائي، وهذا العام، تتشكل لجنة تحكيم المسابقة من 3 سيدات هن: الإيطالية إيزابيلا روسليني، واللبنانية نادين لبكي، والسعودية هيفاء المنصور، ورجلان فقط، هم: اليوناني بانوس كوتراس، والفرنسي طاهر رحيم. «لبكي» في «نظرة خاصة» من مًرشحة في 2007 إلى مُحكمة في 2015
نادين لبكي، المخرجة اللبنانية، بدأت مشوار الإخراج بأغنيات الفيديو كليب العربية في بداية التسعينات، ثم أخرجت ومثلت في الفيلم الروائي الطويل «كراميل»، الذي حقق نجاحا غير مسبوق ووصل للمشاركة في مهرجان كان عام 2007، بعدها في 2011 أخرجت فيلمها الثاني «هلأ لوين» الذي شارك عن فئة «نظرة ما» أيضا، لكن، اليوم، في الدورة ال68 للمهرجان لسنة 2015، تشارك «لبكي» كعضوة في لجنة التحكيم، التي ترأسها الفنانة الفرنسية إيزابيلا روساليني. صاحبة «وجدة» في تحكيم «نظرة خاصة» «لبكي» ليست السيدة العربية الوحيدة بلجنة تحكيم مسابقة «نظرة ما»، لكنها جنبا إلى جنب مع السعودية «هيفاء المنصور» مخرجة فيلم «وجدة»، أول فيلم سعودي روائي طويل يتم تصويره بالكامل داخل المملكة العربية السعودية. الفيلم صدر عام 2012. ويروي قصة إنسانية تحوي إسقاطات على وضع المرأة السعودية، وفي 2013، تم ترشيح الفيلم في مسابقة الفيلم الأجنبي لجوائز الأوسكار. هيفاء المنصور، أول امرأة سعودية تحترف الإخراج السينمائي، درست الأدب الإنجليزي المقارن في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، مصر، وصنعت العديد من الأفلام الوثائقية، وحصلت على أول جائزة ذهبية في تاريخ السينما السعودية بحصولها على جائزة الخنجر الذهبي لأفضل فيلم وثائقي في مهرجان مسقط السينمائي. «بوستر» المهرجان.. وإيزابيلا روسيليني المشاركات العربيات لسن وحدهن اللافتات للنظر، لكن الدورة ال68 لمهرجان كان، تحتفي بشكل ما بالمرأة، بقصد أو دون قصد، فرئيسة لجنة التحكيم في مسابقة «نظرة ما» هي الممثلة والمخرجة الإيطالية «إيزابيلا روسيليني» ابنة الممثلة «أنجريد برجمان»، التي تزين الملصق الرسمي للمهرجان هذا العام بصورتها احتفالا بالذكرى المائة على مولدها. وفيلم الافتتاح للمخرجة..! الفيلم الافتتاحي لدورة مهرجان هذا العام سيكون «الرأس العالي» أو La Tete Haute للمخرجة «إيمانويل بيركو»، وهذه هي المرة الأولى التي ينطلق فيها المهرجان بفيلم من إخراج امرأة، منذ عام 1987 الذي افتتح بفيلم للمخرجة «دايان كاريز».