شنت اللجنة العليا للمشاريع والإرث اليوم الأربعاء التصميم الجديد لاستاد الريان–أحد الاستادات المرشحة لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022-، وذلك في حفل مبهر استضافته قلعة علي بن عبدالله التاريخية في مدينة الريان. وحضر حفل التدشين عدد من كبار المسؤولين في الدولة و المسؤولين في اللجنة العليا للمشاريع والإرث ورئيس وأعضاء نادي الريان وعدد من رؤساء النادي السابقين وعدد من أصحاب السعادة السفراء المعتمدين لدى الدولة، وعدد من جمهور وسكان مدينة الريان، وعدد من رجال الإعلام الرياضي المحلي والإقليمي والعالمي. واشتمل الحفل على تقديم عرض فني تراثي "العرضة والشيلة"، تلى ذلك كلمة لسعادة الشيخ سعود بن خالد آل ثاني رئيس نادي الريان، وكلمة للسيد حسن عبد الله الذوادي الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث، ثم قامت اللجنة المنظمة للحفل بعرض أفلام تسجيلية عن أهل الريان ومسيرة نادي الريان علاوة على عرض لمواصفات التصميم الجديد للنادي ثم تم الكشف عنه من خلال عرض مبهر نال إعجاب الحاضرين. الجدير بالذكر أن الاستاد الجديد سيبنى مكان استاد نادي الريان (استاد أحمد بن علي) الذي تم الانتهاء من أعمال هدمه مؤخراً، وستبلغ سعته 40 ألف متفرج خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 ليكون جاهزاً لاستضافة مباريات دور المجموعات والدور الثاني والدور ربع النهائي، وبعد البطولة سيتم تخفيض سعة الملعب إلى 21 ألفاً بعد إزالة مقاعد الطبقة العلوية ومنحها للدول التي تفتقر للبنى التحتية الرياضية. إلى جانب ذلك، سيُزوّد الاستاد بتقنية التبريد المبتكرة التي تُطورها اللجنة العليا بالتعاون مع شركائها، ما سيسهم في خفض درجة الحرارة داخل الملعب إلى درجة حرارة مثالية تصل إلى 26 درجة مئوية لتوفر بذلك أجواءً مناسبة للاعبين وتضمن راحة الجماهير خلال منافسات الدوري المحلي، والبطولات والمباريات التي تستضيفها قطر على مدار العام. ومن جهته قال سعادة الشيخ سعود بن خالد بن حمد آل ثاني، رئيس نادي الريان: "إنّ من دواعي فخرنا وسرورنا أن نكون جزءاً من استضافة بلادنا لبطولة كأس العالم لكرة القدم، إذ لطالما لعب نادي الريان دوراً أساسياً في تاريخ كرة القدم في قطر، وفي اعتقادي فإن الاستاد الجديد سيكون مقراً يليق بمكانة وشعبية نادي الريان، وسيعود بالفائدة على النادي وعلى مدينة الريان بشكل عام". وسيعكس تصميم استاد الريان والمنطقة المحيطة به التراث الرياضي للمدينة وستتجلّى فيه ملامح الثقافة والعادات القطرية، حيث ستتميز واجهة الاستاد باحتوائها على العديد من النقوش والتصميمات المحلية المستلهمة من تاريخ مدينة الريان والثقافة القطرية. كما يهدف التصميم إلى جعل الاستاد أيقونة معمارية فريدة ترمز لمدينة الريان وللثقافة القطرية والعربية عمومًا. وستُحيط منشآت الضيافة والخدمات التي تتخذ شكل كثبان رملية بالاستاد من الخارج محاكيةً بذلك الكثبان الرملية التي تنتشر حول بيوت الشعر. وستمثل الاستدامة عنصرًا رئيسيًا في جميع مراحل تشييد الاستاد، إذ سيتم استخدام 90% من المواد الناتجة عن الهدم في مشاريع أخرى فيما سيُستفاد من جزءٍ منها في تصميم أعمال فنية مختلفة تعكس تاريخ نادي الريان يُنفذها فنانون محليون وعرب وعالميون. وسيُراعى في التصميم الجديد الحد من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بشكل كبير داخل الاستاد وفي المنطقة المحيطة به، وذلك من خلال الاعتماد على عدة وسائل منها زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة ، وتبني نمط المباني الخفيفة في تصميم الاستاد والاختيار الدقيق لمواد البناء واستخدام معايير عالمية لكفاءة استخدام الطاقة والماء. ويهدف تصميم الاستاد للحصول على تصنيف نظام تقييم الاستدامة الشامل(GSAS) ونظام الريادة في تصميمات الطاقة والبيئة (LEED). كما سيضم الاستاد والمنطقة المحيطة به عددًا من المرافق والخدمات التي ستعود بالنفع على جميع سكان مدينة الريان، ومن بينها مسجد ومضمار رياضيّ وملعب للكريكت وملاعب كرة تنس وملعب لرياضة الهوكي وملاعب تدريب كرة قدم ومركز ألعاب مائية وحديقة مخصصة لممارسة رياضة التزحلق ومضمار مخصص لركوب الدراجات. وسيُقام في المنطقة المحيطة بالاستاد أيضًا فرع جديد لمستشفى سبيتار، أول مستشفى متخصص في الطب الرياضي بالمنطقة.
ويذكر أن اللجنة العليا للمشاريع والإرث كانت على تواصل دائمٍ مع أهالي مدينة الريان عبر برنامج التواصل المجتمعي "جيران" الذي زار مجالس أهل الريان من الرجال والنساء واستمع لآرائهم وتطلعاتهم فيما يتعلق بتصميم الاستاد الجديد لعكسها في مخطط البناء وضمان أن يترك الاستاد إرثاً يستفيد منه أهالي المنطقة. ويهدف برنامج اللجنة العليا للتواصل المجتمعي "جيران" إلى تحقيق تواصل دائمٍ مع كافة فئات المجتمع من خلال المبادرات والبرامج الرياضية والثقافية والفنية والتطوعية. كما يمنح برنامج "جيران" اللجنة العليا للمشاريع والإرث فرصة الاستماع لآراء ومقترحات مختلف فئات المجتمع حول المشاريع والمبادرات المرتبطة ببطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022. ويُمكن متابعة حساب برنامج جيران على موقعي تويتر وانستجرام عبر @JeeranQA. وسيُصبح الاستاد الجديد مقراً لنادي الريان الذي يُعدّ أحد أنجح الأندية القطرية وأكثرها جماهيرية. في أيامه الأولى كان النادي الذي أصبح يُعرف بعدها بنادي الريان يُموّل من تبرعات المشجعين والمناصرين في المناطق المحيطة، وسيستفيد هؤلاء المشجعون وأبناؤهم وعموم المجتمع في قطر من استاد الريان والمنطقة المحيطة به لأجيال قادمة، وذلك بالتوافق مع هدف اللجنة العليا للمشاريع والإرث بالمساهمة في بناء مستقبل أفضل لقطر وأهلها. وكانت اللجنة العليا للمشاريع والإرث قد أعلنت عن انتهاء أعمال هدم استاد نادي الريان الواقع في منطقة أم الأفاعي غرب مدينة الريان، في شهر فبراير 2015 تمهيداً لبدء أعمال بناء الاستاد الجديد –الذي سيتسع ل40،000 متفرج- في الموقع ذاته. وذلك في إطار التحضيرات المستمرة لإستضافة بطولة كأس العالم في قطر عام 2022. ويذكر أن بدء العمل في هذا المشروع، وغيره من مشاريع كأس العالم منذ الآن، يعكس مدى التزام قطر باستضافة هذه البطولة وحرصها على أن تكون إحدة أفضل البطولات في تاريخ كأس العالم". كما سيُشكّل استاد الريان الجديد إضافة مهمة للمنشآت والبنى التحتية الرياضية في دولة قطر، فإلى جانب استضافته لعدد من مباريات كأس العالم فإنه سيؤدي مستقبلاً دوراً محورياً في تطوير الحياة الرياضية في مدينة الريان، بما سيُوفره من منشآت وملاعب رياضية تُشجع ممارسة الرياضة وأسلوب العيش الصحيّ وتمكن المدينة من استضافة المنافسات الرياضية المحلية والدولية ". وأكد الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني رئيس الاتحاد القطريّ لكرة القدم أنّ اتحاد كرة القدم وبالتعاون مع إدارة نادي الريان قد اتخذ كافة الإجراءات اللازمة لضمان أن لا يؤثر هذا المشروع على المسيرة الكروية لنادي الريان الذي يُعدّ أحد أقدم الأندية القطرية ويتمتع بجماهيرية كبيرة. وبعد اطلاعه على مخططات مشروع استاد الريان الجديد أعرب الشيخ سعود بن خالد بن حمد آل ثاني رئيس نادي الريان عن سعادته بهذا المشروع الذي سيوفر للنادي مقراً حديثاً بمواصفات عالمية، مبدياً دعم إدارة ولاعبي نادي الريان للمشروع واستعدادهم للتكيف مع الإجراءات البديلة خلال هذه الفترة، ومؤكداً في الوقت ذاته أن موظفي النادي الحاليين سينتقلون إلى مبنى مؤقت قريبٍ من موقع النادي الحالي إلى حين انتهاء العمل في الاستاد الجديد.