تمكنت القوات النظامية السورية، الاثنين، من قطع طريق إمداد حيوي لمقاتلي المعارضة في جنوب البلاد، بعد معارك طاحنة تمكنت خلالها من السيطرة على مناطق عدة في ريف درعا الشرقي، بحسب ما ذكر الجيش السوري والمرصد السوري لحقوق الإنسان. وأصدرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية، بيانًا يؤكد أن "وحدات من الجيش والقوات المسلحة تمكنت صباح اليوم من إحكام سيطرتها على بلدات مسيكة الشرقية والغربية والخوابي وأشنان والدلافة، وتطويق بلدتي مليحة العطش وبصر الحرير فى ريف درعا". وأضافت أن "هذا الإنجاز الجديد.. يعيد فتح الطريق الحيوي بين درعا والسويداء وتأمينه، ويقطع طرق إمداد المجموعات الإرهابية المسلحة" من الأردن. واعتبر أن "هذا النجاح يشكل ضربة قاصمة للتنظيمات التكفيرية". من جهته، أكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، لوكالة فرانس برس، أن القوات النظامية تمكنت من قطع "طريق إمداد رئيسي" يسمح لمقاتلي المعارضة بتمرير المقاتلين والسلاح بين الحدود الأردنية وبلدة اللجاة في ريف درعا. وتعتبر اللجاة الواقعة على الحدود مع محافظة السويداء معقلاً بارزًا لمقاتلي المعارضة. وأفاد بيان الجيش، أن "العملية العسكرية النوعية" نجحت في "إغلاق بوابة اللجاة التي كانت تستخدم لتهريب المرتزقة والأسلحة والذخيرة من الأردن باتجاه البادية والغوطة الشرقية بريف دمشق". وأوضح عبد الرحمن، أن القرى التي احتلتها القوات النظامية تقع في محيط بصر الحرير. ويأتي التقدم بعد اشتباكات عنيفة مستمرة منذ صباح الاثنين بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة ومقاتلي كتائب معارضة من جهة أخرى في المنطقة ترافقت، بحسب المرصد، مع قصف من قوات النظام على مناطق في البلدة. وقتل في المعارك 18 عنصرًا على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، و11 مقاتلاً معارضًا بينهم قائد لواء مقاتل، بحسب المرصد. وكانت القوات النظامية خسرت مواقع عدة خلال الأسابيع الأخيرة في منطقة أخرى من درعا (الريف الجنوبي)، أبرزها معبر نصيب على الحدود الأردنية، ما اضطرها إلى الانسحاب من الحدود كاملة. كما خسرت مدينة بصرى الشام الأثرية التي تقع على طريق رئيسي يربط مدينة درعا بالسويداء.