* محمد كان سندى.. ومستعد لتقديم ابنى الثانى فداء لمصر «لم أكن أتصور أن النهاية ستأتى بهذه السرعة، وأن الحلم سيجهض فى بدايته، وحسبى الله ونعم الوكيل»، بهذه الكلمات بدأ عيد عبدالنبى مصطفى، والد محمد طالب الكلية الحربية، شهيد حادث استاد كفر الشيخ ابن قرية كفر مجر، حديثه ل«الشروق»، أمس، مطالبا الرئيس عبدالفتاح السيسى بالقصاص السريع لابنه، وتوفير الحماية لطلاب الكليات العسكرية، بعد ان «فقدت جماعة الاخوان الإرهابية صوابها» بحسب تعبيره، مؤكدا أن الجماعة تريد ان تبعث برسالة مفادها، أن كل من ينتمى لجيش مصر او يحاول الانتماء له سيكون فى مرمى إرهابهم، وأن تلك الرسالة لن تزيد المصريين إلا إصرارا على وأد الإرهاب * وأضاف والد الشهيد: «لو كنت أملك أن يلتحق ابنى الأصغر ذى ال9 أعوام بالجيش من الآن لفعلت، فنحن رجال ولا نخشى الموت ولن يزيدنا الارهاب الا اصرارا على اقتلاع جذوره»، وأضاف: «ابنى الشهيد كان سندى وضهرى وكان صديقى، وعرفت بالنبأ المشئوم من التليفزيون، وسارعت كغيرى لاستطلاع الأمر فعرفت ان ابنى راح شهيدا، فلم أتمالك نفسى وانا ءتساءل الآن ماذا فعل ابنى لهؤلاء المجرمين حتى يفعلوا به ما فعلوه هو وغيره، وأقول لمن يدعون انهم يفعلون ذلك باسم الاسلام، ابنى لم يفته يوما صلاة الفجر فكم فجرا صليتموه أنتم أيها الفُجر، وماذا تعرفون عن ربكم الذى تتحدثون عنه وهو منكم برىء». ثم انهمر فى بكاء مرددا جملة «حسبى الله ونعم الوكيل». وأشار والد الشهيد، قائلا: «كنت أسافر للعمل بالسعودية وأعتمد عليه لأنه طول عمره كان يتحمل المسئولية، ولكن الآن خلاص». أما والدته فأخذت تبكى ولم تستطع الكلام، وأخذت تردد بعض الكلمات غير المفهومة ثم راحت فى غيبوبة. محمد الصباغ صديق الشهيد، فقال إنه كان محبوبا بين شباب القرية، وكان له موقفا معروفا ومعلنا من الإرهاب وكان من أشد المؤيدين لثورة 30 يونيو والتحق بالكلية الحربية حبا فى هذا البلد. وعلمت «الشروق»، أن أهالى القرية قرروا تأجيل جميع الافراح والاحتفالات بالمناسبات السعيدة حدادا على ابن القرية البار، بحسب ما أكده كمال عبدالله أحد أبناء القرية. أما رزق عبدالرازق خال الشهيد، فقد قال بكلمات اختلطت بدموعه، فهو الوحيد الذى تعرف على ما تبقى من اشلاء الشهيد: «رأيت مشهدا لا يمكن أن أنساه، فقد شاهدته جثة بعد أن كان يملأ الارض مرحا وسرورا وبهجة».