نظم قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة بكلية الصيدلة جامعة عين شمس، ضمن فعاليات الموسم الثقافي ندوة بعنوان "الخيار والمبيدات الحشرية وتأثيراتها السلبية كملوثات للبيئة"، تحت رعاية الدكتور حسين عيسى، رئيس الجامعة. وناقشت الندوة المنعقدة التي حاضر فيها الدكتورة نهى فتحي العرب، مدرس مساعد قسم الكيمياء، وأدار الحوار الدكتورة أميرة القصاص، وكيلة كلية الصيدلة لشؤون المجتمع، فوائد الخيار باعتباره من أهم المحاصيل التي تزرع في مصر وأوسعها انتشارًا، لما يتمتع به من إنتاج وفير وسرعة في النمو والنضج، واحتوائه على العناصر الغذائية المختلفة، فهو من المحاصيل التي تؤكل طازجة وتناسب أذواق كل المستهلكين تقريبًا، وتمتاز ثمار الخيار باحتوائها على كمية من الإنزيمات التي تساعد على هضم المواد الدهنية والبروتينية، كما أن بها أملاح معدنية قلوية التأثير تساعد على إذابة حصوات الكلى وزيادة إدرار البول، كذلك يحتوي الخيار على فيتامينات مختلفة كالنياسين B3 والكاروتين A وحمض الأسكوربيك C. وهناك العديد من الأمراض التي تصيب الخيار كالبياض الزغبي، والبياض الدقيقي، وكذلك الأكاروسات والذبابة البيضاء، لذا تأتي أهمية المبيدات في القضاء على تلك الأمراض، مع ملاحظة أن معظم أنواع المبيدات لا تتأثر بالطبخ ،لأنها مركبات عالية الثبات حيث لا تتأثر بالحرارة ولا تتحلل تحت الظروف الطبيعية المعتادة، لذلك فإن أغلبية الأغذية التي تدخل جسم الإنسان نادرًا ما تكون خالية من المبيدات، ونتقسم أنواع المبيدات إلي مبيدات حشرية، مبيدات فطرية، مبيدات عشبية، مبيدات القوار، مبيدات الديدان . وتنتقل المبيدات لجسم الإنسان عن طريق الجهاز التنفسي، الجلد، الغذاء (الخضراوات والفواكه)، استنادًا إلى منظمة الصحة العالمية، حيث يعتبر التسمم الحاد بالمبيدات الزراعية مسئولا عن 20 ألف حالة وفاة حول العالم، وتتمثل خطورة تراكم المبيدات في الأنسجة والمناطق الدهنية التي تمثل 18٪ من وزن الجسم فى كونها تتسرب إلى كل خلية من خلايا الجسم (لأن الدهون أحد مكونات أغشية الخلية) وبالتالي تؤثر المبيدات على عملية الأكسدة وإنتاج الطاقة، تقوم بتحطيم قدرة الخلية على الانقسام الطبيعي في الإنسان وبالتالي حدوث تغيرات في الجينات التي تحمل الصفات الوراثية، مسببة ظهور صفات جديدة في الأجيال (الطفرة) أو تقتل الخلية مباشرة وتصبح خلايا خبيثة (سرطانية). وتراكم المبيدات بالكبد يؤدي إلى إتلافه و يقلل من قدرته على القيام بوظائفه وبالتالي انتشرت أمراض الالتهاب الكبدي وتليف الكبد ثم الفشل الكبدي. وخرجت الندوة بعدة نصائح للمستهلك للحد من خطر التعرّض أهمها شراء الخضار والفواكه العضوية، حيث كشفت دراسة حديثة في أستراليا عن أن استبدال 80% من الخضار والفواكه المزروعة بطرق تقليدية بأخرى عضوية لمدة أسبوع قلل من تركيز إحدى المبيدات الخطرة في البول بمعدّل 90%، والامتناع عن شراء الخضار والفواكه المخدوشة لسهولة تسرّب المبيدات إلى داخل المحاصيل عبر الخدوش، والتخلص من قشّر الخضار والفواكه، بالإضافة إلى غسل الخضر والفواكه جيدًا بالماء للتخلّص من المبيدات، حيث كشفت إحدى الدراسات أن غسلها تحت ماء الحنفية وفركها باليد أو بفرشاة يزيل ما يقرب من 75% من المبيدات، وينصح القيام بذلك قبل تناولها مباشرة وليس قبل حفظها في الثلاجة، لأن هذا قد يساهم في تكاثر البكتيريا فيها.