قتل مسلحو حركة "الشباب" الصومالية 17 شخصا، على الأقل، واحتجزوا عددا من الطلبة رهائن داخل جامعة شمال شرقي كينيا. وتفيد تقارير بإصابة 65 شخصا جراء اقتحام مسلحي الحركة مقر الجامعة التي تقع في منطقة غاريسا القريبة من الحدود الصومالية. ويقود وزير الداخلية الكيني الجنرال جوزيف نكيسري عملية إنقاذ الرهائن التي أكد استمرارها حتى تحرير كافة الرهائن. ولا يعرف عدد الرهائن على وجه التحديد، إذ لا يزال أكثر من 500 طالب في عداد المفقودين. وقال متحدث باسم الشباب إن مسلحي الحركة يبقون على المسيحيين محتجزين ويطلقون سراح المسلمين. وأضاف المتحدث لبي بي سي أنه أطلق بالفعل سراح 15 من المسلمين. وروى شهود عيان أن المسلحين أطلقوا النار عشوائيا، وأن هناك مخاوف من ارتفاع عدد الضحايا. وقالت الشرطة الكينية إن المسلحين أطلقوا النار على حراس عند مدخل الجامعة في الثانية والنصف صباحا. وبعدها تدخلت الشرطة وتبادلت إطلاق النار مع المسلحين الذين تسللوا إلى بنايات الجامعة. وأفادت تقارير بأن المسلحين أمروا عددا من الطلاب بالرقود على الأرض، لكن 27 طالبا تمكنوا من الهرب، والوصول إلى قوات الجيش. وقالت استاذة جامعية لبي بي سي إن طلبة قصدوا بيتها هاربين من تبادل إطلاق النار. وتجمع عدد كبير من أفراد عائلات الطلبة وأقاربهم للاستفسار عن ذويهم، وحاول بعضهم دخول الجامعة، لكن أفراد الأمن منعوهم. وتحدث أحد الشهود، واسمه ألينور موليد، عن "إطلاق نار كثيف وانفجارات"، مضيفا أن "المسلحين، حسب الطلبة الذين أفلتوا، كانوا يطلقون النار عشوائيا، ويقتلون كل من تراءى لهم". 27 أفلتوا من يد المسلحين في الجامعة وقد فتحت الجامعة أبوابها عام 2011، وهي مؤسسة التعليم العالي الوحيدة في المنطقة. ويدرس فيها نحو 900 طالب، 700 منهم جاءوا من مناطق أخرى. وتقول مراسلة بي بي سي في نيروبي، آن سوي، إن قرب غاريسا من الصومال يجعلها هدفا سهلا لحركة الشباب. وتضيف أن بريطانيا وأستراليا حذرت هذا الأسبوع من هجمات إرهابية محتملة في عدد من مناطق البلاد، منها غاريسا. وكانت هناك تحذيرات تخص الجامعات بالتحديد. وتبعد غاريسا نحو 150 كلم عن الحدود الصومالية، ويقطن فيها عدد كبير من الكينيين المنحدرين من أصول صومالية. وشنت "الشباب" عددا من الهجمات في كينيا منذ 2011، عندما أرسلت نيروبي قواتها إلى الصومال للمساعدة في قتال الحركة. ولعل أكثر هذه الهجمات فتكا ذلك الذي استهدف مركزا للتسوق في نيروبي في سبتمبر/ أيلول 2013، وخلف 67 قتيلا. وتسعى حركة الشباب إلى إقامة دولة إسلامية في الصومال، وتصنفها الولاياتالمتحدةوبريطانيا تنظيما "إرهابيا".