قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إنه أثناء الفترة الرئاسية الأولى للرئيس الأمريكي باراك أوباما، سعى مجلس الأمن القومي لسحب أسطول أمريكي من قاعدة جوية في قطر احتجاجًا على دعمها للجماعات المسلحة في الشرق الأوسط. وأوضح مسئولون أمريكون سابقون شاركوا في المناقشة، أن البنتاجون رفض ذلك بدعوى أن احتفاظ الولاياتالمتحدة بقيادة عسكرية إقليمية في القاعدة القطرية أمر ضروري للعمليات الأمريكية في المنطقة، وتم تقرير هذه المسألة في أواخر عام 2013 عندما مدت واشنطن عقد إيجارها للقاعدة ولم تسحب الطائرات. هذه الواقعة تعكس انقسامات منذ فترة طويلة داخل إدارة أوباما حول التحالف الأمريكي الموسع مع قطر، وتكمن المشكلة في أن السمات التي تجعل قطر حليفًا له قيمة هي مصدر القلق أيضًا، ومنها العلاقات القطرية بالجماعات الإسلامية. وقال مسئولون في وزارة الخارجية الأمريكية، إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري شكل علاقة متينة مع الدبلوماسيين القطريين، مستخدمًا إياهم كقنوات للرسائل الموجهة إلى حركة "حماس" في الأراضي الفلسطينية، وحركة طالبان في أفغانستان، والجماعات الجهادية في سوريا وليبيا. يقول أنصار التحالف الأمريكي القطري، خاصة في مجالات الدفاع والخارجية، إنه لا غنى عن قطر في محاربة تنظيم داعش، ووفقًا لمسئولين أمريكيين، فالهجمات العسكرية الأمريكية ضد التنظيم غالبًا ما تنطلق من القاعدة الجوية في قطر، مضيفًا أن القوى الجوية القطرية قدمت المراقبة والدعم اللوجستي. وبحسب مسئولين أمريكيين وعرب ودبلوماسيين من الغرب في المنطقة، قدمت قطر أيضًا الدعم المالي أو الدبلوماسي لجماعات المتمردين في الشرق الأوسط، ومن بينها تلك الجماعات التي تسعى لتطبيق الشريعة الإسلامية، أو لديها علاقات مع تنظيم القاعدة، ويشتمل الدعم على تقديم المأوى لقادة حماس والإخوان المسلمين. ونفى مسئولون قطريون سابقون، تمويل حكومتهم لمنظمات إرهابية، وفقًا للصحيفة، وقالوا إن قطر تمتلك حق إنشاء علاقات دبلوماسية مع حماس والإخوان والحركات الإسلامية الآخرى التي تمتلك دعمًا واسعًا لدى الجمهور العربي. وقال خالد بن محمد العطية وزير الخارجية القطري "نحن نخلق أساسًا للحوار، وإذا كان هذا النهج يسمح لنا بالوصول إلى سلام وأمن طويل في منطقتنا لن نتأثر بأي انتقاد". وقال مسئولون أمريكيون وعرب، إن هناك علامات تشير إلى أن قطر بدأت التقليل من دعمها لأكثر الجماعات المسلحة المتطرفة بعد تحذيرات متكررة من واشنطن ودول عربية محددة. بالإضافة إلى العلاقات العسكرية، افتتحت جامعات أمريكية من بينها جورج تاون ونورث وسترن وكورنيل، فروع في قطر، كما أنشأت الدوحة استثمارات في الولاياتالمتحدة. ووفقًا لمسئولين أمريكيين، بدأ قادة جبهة النصرة، وهي فرع من فروع القاعدة في سوريا، في زيارة الدوحة في 2012؛ لإجراء اجتماعات مع مسئولين عسكريين قطريين ومموليين. وأوضح ثوار سوريون ومسئولين في الحكومة القطرية، إن الدوحة تنمي علاقة مع جبهة النصرة جزئيًا للحفاظ على الدور القطري في المفاوضات لتحرير الرهائن المحبوسين لدى مسلحين في سوريا ولبنان.