أعلن وزير الداخلية الفرنسي بيرنار كازنوف الذي يقوم بزيارة رسمية إلى المغرب، أن باريس ستقلد قريبا مدير المخابرات الداخلية المغربية وساما، وهو الذي سبق أن استدعاه قضاء فرنسا بسبب ادعاءات بارتكابه التعذيب، ما تسبب في نشوب أزمة دامت قرابة سنة بين البلدين. وجاءت تصريحات كازنوف خلال ندوة صحافية عقدها السبت مع نظيره المغربي محمد حصاد في العاصمة الرباط، وفي وقت استأنفت فيه الرباطوباريس علاقاتهما بشكل طبيعي بعد قطيعة دامت قرابة السنة. وجمد المغرب التعاون القضائي والأمني مع فرنسا منذ 20 فبراير الماضي حين أقدمت الشرطة الفرنسية على استدعاء عبد اللطيف الحموشي مدير المخابرات المغربية الداخلية، من مقر إقامة السفير المغربي في باريس، خلال زيارة رسمية، وذلك ليمثل أمام القضاء أثر تقديم شكوى ضده تتهمه بالتعذيب من قبل ملاكم مغربي مقيم في فرنسا. وأعلنت وزارة العدل الفرنسية في 31 يناير، أن وزيرة العدل الفرنسية كريستيان توبيرا ونظيرها المغربي مصطفى الرميد قررا تفعيل التعاون القضائي، وتبع هذا الإعلان قيام الملك محمد السادس بزيارة إلى فرنسا التقى خلالها بالرئيس فرنسوا هولاند. وتحدث بيرنار كازنوف خلال الندوة الصحافية مع نظيره المغربي عن تعرض التعاون الأمني بين البلدين للاهتزاز ابان الأزمة، مشيدا ب"الخبرة" و"الكفاءة" المغربيين "في مجال تبادل المعلومات". وأعلنت الرباط عن ارتفاع عدد قضايا الإرهاب المعروضة على القضاء في أراضيها بنسبة 130%، كما تم إيقاف 323 شخصا تم عرضهم على القضاء بتهم الإرهاب. وأضاف وزير الداخلية الفرنسي "أريد الإشادة خصوصا بجهود المديرية العامة لمراقبة التراب الأراضي (محاربة التجسس الداخلي)"، والتي "يعد دورها حاسما في تعاوننا في مجال مكافحة الإرهاب". وخص الوزير الفرنسي بالشكر عبد اللطيف الحموشي (مدير محاربة التجسس المغربي) "في المقام الأول"، موضحا أنه "سبق لفرنسا بالفعل أن كرمت السيد الحموشي خلال 2011 وقلدته وساما من درجة فارس"، مؤكدا أن فرنسا "ستقلده مجددا وساما، كشهادة جديدة على التقدير الذي يحظى به". وأوضح كازنوف، الذي يعد أول مسؤول فرنسي يزور المغرب بعد طي صفحة الأزمة، أن "للبلدين دورا خاصا يلعبانه بلا هوادة في محاربة الإرهاب وعدم التسامح". ومن المنتظر أن يلتقي وزير الداخلية الفرنسي عشية السبت بعبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة المغربية. وتخوض باريسوالرباط حربا على الإرهاب باعتبار أن أكثر من 1500 مغربي يحمل بعضهم الجنسية الفرنسية، يقاتلون في صفوف تنظيمات إرهابية مثل تنظيم داعش. واتفق محمد السادس وهولاند خلال لقائهما في الإليزيه في التاسع من فبراير على "برنامج مكثف للزيارات الوزارية" للتحضير "لاجتماع قريب رفيع المستوى" بين الحكومتين من المقرر أن يعقد قبل الصيف برئاسة رئيسي الوزراء الفرنسي مانويل فالس والمغربي عبد الإله بن كيران، وفق ما أوضحت أوساط الرئيس الفرنسي. وتعتبر باريس الشريك الاقتصادي الأول للمغرب، والشريك التجاري الثاني بعد إسبانيا، كما أن ما بين 60 و80 ألف فرنسي يعيشون فوق الأراضي المغربية في حين يقيم 1,3 مليون مغربي في فرنسا.