عادت من جديد أزمة المصريين الأقباط المختطفين في ليبيا بصورة أكثر قسوة خلال اليومين الماضيين، بعد أن نشرت بعض الحسابات المختلفة على موقع التواصل «تويتر» التابعة لما يعرف بتنظيم داعش في الشام والعراق، صورًا لمجموعة يرتدون زي الإعدام، وادعت أنهم أبناء 21 أسرة بقرى مركزي سمالوط ومطاي في المنيا، والذين تم اختطافهم من مدينة سرت الليبية، منذ شهر أغسطس 2014، ولم تعلم أي جهة شيئا عنهم. البداية، عمليات اختطاف المصريين الأقباط في ليبيا منذ أغسطس 2013، وهم موزعون كالتالي: «21 من المنيا، و4 من أسيوط، و2 من الإسكندرية"؛ فضلا عن اختطاف 5 منذ أغسطس الماضي، واثنين في سبتمبر الماضي»، بالإضافة إلى السبعة الذين تم اختطافهم في 13 ديسمبر الماضي، وانتهاء بال13 المختطفين منذ 3 يناير الحالي. ما أثير في اليومين الماضيين كان بخصوص ال21 قبطيا الذين كانوا جميعهم من المنيا، فيما لم توجد أي معلومات جديدة بخصوص باقي ال27 إجمالي عدد الأقباط الذين تم اختطافهم الفترة السابقة في ليبيا. وعلى أثر ذلك، نظم أهالي الأقباط المختطفين وقفة احتجاجية على سلالم نقابة الصحفيين ظهر أمس الجمعة، وتوجهوا بعدها إلى مقر الكاتدرائية المرقسية في العباسية، انتظارا للتواصل مع المسؤولين وهو ما تم بالفعل، حيث قابل عدد من أهالي الأقباط رئيس الوزراء إبراهيم محلب، الذي عقد مؤتمرا صحفيا بحضور وزيري الأوقاف والتضامن الاجتماعي، ومحافظ المنيا، والأنبا يوليوس، أسقف مصر القديمة، وكلف فيه وزيرة التضامن الاجتماعى بصرف معاش استثنائي 1200 جنيه شهري لأسر المصريين المختطفين، وتوفير إعاشة لائقة لهذه الأسر التي تركت محافظة المنيا، وتود الاطمئنان على أبنائها، مشيرا إلى أنه تم تكليف وزير الصحة، أيضا بتوفير الرعاية الصحية اللازمة لهذه الأسر. وقال نادر شكري، المسؤول عن أزمة الأقباط المختطفين ل«بوابة الشروق»، السبت، إن جميع الأهالي عادوا إلى المنيا بعد لقائهم برئيس الوزراء، مشيرا إلى أن هناك تضاربا في المعلومات بخصوص موقف ال21 الذين تم اختطافهم سواء أنهم قتلوا أم مازالوا على قيد الحياة، وأنه لا توجد معلومات تحسم آخر المستجدات بشكل نهائي. وحول ما قيل حول عن أن الخطف مقايضة أمام عودة «وفاء قسطنطين وكاميليا شحاتة»، قال «شكري»، إن ذلك قيل في بيان داعش حول الأقباط المصريين، وذلك يشير إلى أن هناك عناصر في التنظيم من مصر، وهناك أطراف تحاول أن تستغل الموقف لعمل أزمة طائفية في مصر. وعن باقي ال27، قال: إنه «لا توجد أية معلومات جديدة منذ أن تم اختطافهم، وإن أحد أهالي المختطفين الست الباقين وهم من أسيوط وبني مزار والإسكندرية، أفاد أن معلومات وصلت لهم بأن 4 منهم قتلوا، لكن لا توجد معلومات تؤكد أو تنفي ذلك حتى هذه اللحظة». في رحاب الكاتدرائية وبينما كان أهالي الأقباط يفترشون أرض الكاتدرائية طول أمس، بدت ملامح القلق ظاهرة بشدة على وجوههم، وأقاموا صلاة دعوا فيها بأن تُفرَج أزمة ذويهم، وقال عادل ماهر -من ضمن الأهالي- إنهم أتوا من المنيا في محاولة للتواصل مع المسؤولين لمعرفة أية أنباء تخص ذويهم المخطتفين البالغ عددهم 21، وأرجع عمليات الخطف إلى أن هناك أفرادا من «أنصار بيت المقدس» في السجون المصرية، وأن هذا ربما يكون السبب الحقيقي في الأزمة، مشيرا إلى أن ما قيل عن «داعش» إن اختطاف الأقباط كان للمطالبة بتسليم كل من «كاميليا شحاتة، ووفاء قسطنطين» يعد مجرد «تمويه». فيما قال بشير أصطفانوس كامل، إن «اثنين من أشقائه ضمن ال21، وإنهم عرفوا أن مصير المخطوفين مرهون ب72 ساعة حددتها "داعش" لتسليم كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين، وهو ما رأوه جميعا بأنه "تمويه"». فيما تدخل أحد الأهالي قائلا "إعلان (داعش) مهلة 72 ساعة يعني أن هناك مطالب لهم، ولكن لا أحد يعرف ما هي تلك المطالب". فيما روى عبدالصليب، ابن عمه، من ضمن ال21، أن 13 شخصا من ضمن ال21 كانوا قد تم اختطافهم من مسكنهم في مدينة "سرت" في الفجر، وأن أحد من كانوا بالسكن استطاع أن يهرب وهو الذي حكى لهم عما حدث، ومنذ أن تم اختطافهم وانقطع الاتصال معهم تماما. وقال كيرلوس ميخائيل، إنه أتي تضامنا مع "بلدياته"، وإنهم جميعا في الصعيد يعيشون كأنهم من أسرة واحدة، وأنه حتى في أيام العيد ما من مظاهر للفرح، فيما قاطعه أحد أهالي قائلا "عايزين حد يتحرك، إحنا لما شفنا الصور اللي نشرتها (داعش) قلوبنا اتحرقت". طريق العودة غير آمن على الرغم من تحذيرات وزارة الخارجية، المتكرره من استمرار تواجد في المصريين في ليبيا، ومطالبتهم من هم هناك بالعودة إلى أرض الوطن، إلا أن لأهالي المختطفين وخاصة من كانوا بالفعل في ليبيا واستطاعوا العودة بأن المصريين العالقين هناك يرغبون في العودة لكنهم خائفين مما قد يتعرضون له في الطريق، مؤكدين أن الطريقة الوحيدة المتاحة هي العودة برا، وأن العديد من الكمائن توجد طوال الرحلة، واصفين الوضع في ليبيا بأنها "دولة بلا دولة" وفقا لما قاله سيفين ونيس العائد إلى مصر منذ سنة تقريبا، وأن المتواجدين بالكمائن هويتهم غير معروفة. وردا على مطالبة المسؤولين للمصريين في الخارج بالعودة، قالوا إن التأمين يبدأ منذ أن يصلوا للأراضي المصرية، وأن الأزمة تكمن في الرحلة من داخل ليبيا حتى الحدود، وإنه مجرد وصولهم للحدود المصرية فلا داعي للقلق، وإن الأزمة تكمن في إيجاد وسيلة للعودة بأمان إلى مصر. وهو ما أكده يونان فايق العائد من ليبيا منذ 5 أشهر، والذي مضى وقتا طويلا هناك لأكثر من 10 سنوات، وأشار إلى أن اثنين من أشقائه مازالا هناك ولم يجدا سيارات لنقلهما إلى مصر. اقرأ ايضا: «محلب» لأسر المخطوفين بليبيا:1200جنيه معاش استثنائي.. والظروف لا تحتمل المزايدة بالصور.. أهالي الأقباط المختطفين بليبيا يحتجون في الكاتدرائية لإنقاذ أبنائهم بالصور.. «داعش» يعلن إعدام أقباط المنيا المختطفين في ليبيا اختطاف الأقباط بليبيا «أزمة وطن».. والأهالي: الرئاسة خطوتنا المقبلة