قال فيليب شيرويل مراسل صحيفة «التلجراف» البريطانية، إنه "مع استمرار هيمنة أخبار الحرب الأهلية في العراق على عناوين الصحف، فلا عجب أن العالم استمر في ابتعاده الممتد منذ سبع سنوات ماضية عن السلام، في الأشهر الاثنى عشر المنصرمة، بحسب معهد الاقتصاد والسلام العالمي". واحتلت مصر، المركز 143، بينما جاءت إسرائيل في المركز 149، وإيران 131، وتركيا 128، أما المملكة العربية السعودية فاحتلت الترتيب 80. انتزعت سوريا من أفغانستان لقب أقل دول العالم سلمية بحسب مؤشر السلام العالمي، الذي تم إعداده قبل ارتفاع وتيرة القتال في أحداث العنف الأخيرة في العراق. وحافظت أيسلندا على مكانتها باعتبارها الدولة الأكثر سلمية، بجانب ست دول أوربية أخرى، بالإضافة لكندا، وجاءت أستراليا في المركز العاشر، في حين احتلت بريطانيا المركز ال 47 ما بين فرنسا وليتوانيا. ويعد هذا العام، هو السابع على التوالي الذي يمضي فيه العالم نحو سلمية أقل، بحسب مؤشرات قياس الصراعات والاضطرابات والسلامة والأمن والعسكرة والإنفاق على الدفاع. ويناقض هذا النمط الاتجاه المتبع منذ 60 عامًا نحو سلام عالمي متزايد بعد نهاية الحربة العالمية الثانية، ويقدر الأثر الاقتصادي للاحتواء والتعامل مع عواقب العنف العالمي العام الماضي بحوالي 9.8 تريليون دولار، أي حوالي 11.3 % من إجمالي الناتج المحلي العالمي. ويعادل هذا الرقم إجمالي الناتج المحلي لكل من بريطانيا، وألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا، أو ما يعادل ضعف حجم اقتصاديات الدول الأفريقية البالغ عددها 54 دولة. وعكست الزيادة في التكلفة الاقتصادية لعالم أقل سلمية على نحو متزايد، زيادة في الإنفاق العسكري في الصين، بالإضافة إلى ارتفاع في أعداد وشدة الصراعات الداخلية. وأضاف، أن "الحرب الأهلية الدموية في سوريا دفعت البلاد إلى القاع، لتحل محل أفغانستان، كما شهدت جنوب السودان، التي تهددها الحرب الأهلية بالتمزق بعد ثلاث سنوات فقط من ميلادها، أكبر انخفاض، وتحتل الآن ثالث الدول الأقل سلمية". وجاءت العراق في المركز الرابع، حتى قبل أحدث موجة من القتل الطائفي، كما حدثت انهيارات كبيرة أيضًا في مصر، وأوكرانيا، وجمهورية أفريقيا الوسطى. كما انخفضت الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى المركز 101، مما يعكس تأثير تفجيرات ماراثون بوسطن، بينما احتلت روسيا المركز 152، ولكن تمتعت جورجيا بأكبر تحسن في مستويات السلام، مع تعافيها من صراعها مع روسيا عام 2011. وباستخدام تقنيات النمذجة الإحصائية الجديدة، حدد معهد الاقتصاد والسلام العالمي ال 10 دول الأكثر عرضة للتهديد من خلال المستويات المتزايدة للاضطرابات والعنف في العامين المقبلين وهم زامبيا، وهايتي، والأرجنتين، وتشاد، والبوسنة والهرسك، ونيبال، وبوروندي، وجورجيا وليبيريا وقطر. ووفقًا للمعهد، فإن النشاط الإرهابي، وأعداد النزاعات، وأعداد اللاجئين والمشردين، كانت العوامل المساهمة الرئيسية في التدهور المستمر للسلام العالمي العام الماضي.