أعلن سعود عمر، الناشط العمالي، تضامنه مع جميع العمال المفصولين تعسفيًّا لدفاعهم عن حقوقهم المنهوبة في «ظل سلطة رأس المال وعدم وجود ضمانة حقيقية للعمال تحت قانون عمل سيئ السمعة لا يدافع سوى عن أصحاب الأعمال». وأضاف عمر، خلال مشاركته في المؤتمر العمالي المنعقد بنقابة الصحفيين، تحت عنوان «عمال مصر واقع مرير ورئيس جديد»، أن اتخاذ إجراء تعسفي ضد العمال ليس لاستعادة هيبة الدولة ولكنه لاستعادة «عصا الدولة»، مطالبًا وزارة القوى العاملة بتفعيل دورها الأساسي، وأن تكون طرفًا في المفاوضة الجماعية لتدافع عن العمال وليس الانحياز الدائم لرجال الأعمال أو أن تكون خارج المفاوضة نهائيًّا. فيما قال هيثم محمدين، عضو لجنة الدفاع عن المظلومين: إنه بعد صدور قانون التظاهر أصبح من الصعب تحرك العامل للمطالبة بحقوقه أمام صاحب العمل أو حتى أمام وزارته، الموضوع غير متعلق بالمستثمرين الموضوع يتعلق بانحياز الحكومة ضد العمال. وتساءل محمدين عن إمكانية تغيير القانون الذي يسمح بالفصل التعسفي، واصفًا ما تعرض له العمال خلال الأيام الماضية من مذبحة الفصل التعسفي، مشيرًا إلى أن رجال الأعمال الآن يشعرون بأن «دولتهم رجعت». ونوه بأن العمال الذين يتعرضون إلى الكي في المصانع بحاجة إلى تحسين أوضاعهم، مطالبًا بإنشاء صندوق للتضامن مع العمال المفصولين، مضيفًا أن آخر تجربة لصندوق التضامن لدعم العمال المفصولين كانت سنة أربعين. وأضاف الناشط الحقوقي والعمالي، خلال المؤتمر الذى تنظم لجنة الحريات النقابية بنقابة الصحفيين، أن هناك صندوقًا تابعًا لوزارة القوى العاملة والهجرة يسمى صندوق الطوارئ الذي تم تأسيسيه عام 2003، وأن تمويل الصندوق من أجور العمال بالقطاعين العام والخاص، مؤكدًا أنه من المفترض أن يكون به مليارات الآن . بدوره تمسك محمد زكريا، رئيس النقابة المستقلة بشركة السويس للنترات «سينكو»، بأنه تم فصل مجلس إدارة النقابة المستقلة بالشركة، بالإضافة إلى عامل آخر وشقيق رئيس النقابة . وأوضح زكريا أن الفصل كان يرجع للهجوم الشديد على النقابات المستقلة والمدافعين عن العمال، مشيرًا إلى أن الشركة تتعامل مع العمال بمبدأ أنه كفيف، ولكن النقابة المستقلة تعاملت بالقانون وتحدت إدارة الشركة وتعسفها ودفعت بالمفاوضات الجماعية في عهد ناهد العشري، وزيرة القوى العاملة والهجرة. أكد رئيس النقابة المستقلة بشركة السويس للنترات أن «دور الدولة هو تطبيق القانون والدستور ودور العامل هو احترام ما تطبقه الدولة، رافضًا الاتهامات التي توجه إلى النقابات المستقلة بأنها التي تعطل الإنتاج فهي التي تكشف ملفات الفساد التي يقوم بها أصحاب الأعمال». فيما قال أسامة علي، ممثل عن عمال شركة «كريستال عصفور»: «قمنا بمظاهرة ضد إدارة الشركة في 11 /11 /2013 التي تقوم بفصل العمال تعسفيًّا»، مشيرًا إلى أن ياسر الشربيني، المتحدث باسم وزارة القوى العاملة، وأنه قام بعمل اتفاقية كانت لصالح صاحب العمل، ولذلك رفضنا الاتفاقية، ورغم تحملنا الاتفاقية إلا أنه لم يتم تنفيذها. وأشار أسامة إلى أن العمال فوجئوا في شهر يونيو 2014 أن الشركة لم تحصل أي أرباح وذلك بناء على ما نشرته الشركة، ما دفع العمال إلى الإضراب عن العمل، وتابع: «أرسلنا إلى وزارة القوى العاملة نطالبها بالتدخل، فأرسلت لنا مندوب عمل بعد أكثر من أسبوع». وأوضح ممثل عمال كريستال عصفور استياء العمال مما قامت به الشركة بشراء ماكينات صينية جديدة لا يعمل عليها سوى عامل، بينما كانت الماكينات القديمة يعمل عليها من أربعة إلى خمسة عمال، متابعًا: «من نطالب منه بحقنا.. من نوجه إليه شكوانا.. مش لاقي حد أطلب منه حقنا.. بعد ما الشركة فصلتنا تعسفي». وأضاف أسامة أن العمال يصابون بانزلاق غضروفي وأمراض رئة؛ لأن العامل يتعرض إلى نسبة مرتفعة من الرصاص الذي يصل إلى 40%، على الرغم أنه عالميًّا يتم استخدام نسبة الرصاص 6% فقط. محمد سعيد، ممثل للاتحاد الإقليمي بالسويس لفت إلى أن العمال هم أول من يضحى بهم، وذلك على مر العصور والثورات، مؤكدًا أنه طالما بقت الطبقة العاملة متفرقة لن تستطيع المطالبة بحقوقها داعيًا العمال إلى التوحد.