لم تستيقظ لمياء، الطالبة بكلية التربية صباح أمس مبكرا كعادتها؛ فرحلتها اليومية التى تستغرق ساعتين بين مقر سكنها بالجيزة وجامعتها بكلية البنات بمنطقة مصر الجديدة اختصر زمنها للنصف، بعد وصول الخط الثالث لمترو الأنفاق إليها، بعد أن تم افتتاح مرحلته الثانية أمس الأول. تقول لمياء ل«الشروق»، إنها استقلت مترو الأنفاق من محطة «أم المصريين» بالجيزة متجهة لمحطة «العتبة» مقر التبديل بين الخطين الثانى والثالث، وبعد نزول العديد من السلالم بمحطة العتبة فوجئت بكثافة الركاب القادمين من مناطق مصر الجديدة والعباسية لمقار عملهم فى وسط القاهرة، وأضافت: «رغم السلالم الكثيرة، لكنى رحمت من زحام الأتوبيسات، وسائقى عربات الميكروباص». «عربات الخط الثالث للمترو مكيفة تخلو من ضجيج البائعة الجائلين والشحاذين، على عكس المعتاد بعربات الخطين الأول والثانى، فضلا عن عدم ركوب الرجال فى العربات المخصصة للسيدات بسبب انتشار الأمن على أرصفة جميع المحطات»، وهو الوضع الذى تتمنى لمياء أن يستمر وأن تصبح باقى خطوط المترو بنفس الشكل. وشهدت القطارات أمس حالة من الاحتفال بالمرحلة الجديدة من جانب الركاب، حيث تسابقت الطالبات لالتقاط الصور التذكارية، ولم يعكر صفو الاحتفال غير عدم وجود تغطية لشبكات المحمول داخل المرحلة الجديدة. ومع المحطات الجديدة التى بدأت من معرض القاهرة حتى محطة الأهرام مرورا بمحطتى الاستاد وكلية البنات، لم يكن غريبا أن يستوقف الركاب بعضهم البعض للسؤال عن اتجاه المحطات وكيفية الذهاب للأماكن القريبة منها. فالفتاة «ثريا» سألت أكثر من شخص عن كيفية الذهاب لسنترال ألماظة، وقالت ل»الشروق» إنها سابقا كانت تركب المترو من محطة الدقى بالخط الثانى وحتى محطة سرايا القبة بالخط الأول وتقوم بالتبديل بين الخطين فى محطة الشهداء، ثم تركب أتوبيس لتتوجه لسنترال ألماظة بعد حرب مع زحام الاتوبيسات والتحرش والتكدس بمحطة الشهداء، بحسب قولها. أما الحاج عمار، صاحب كشك بقالة أمام محطة مترو كلية البنات، فأبدى تخوفه من زحف الباعة الجائلين حول المحطة، كما هو الحال أمام كل محطات المترو الأخرى فى الخط الأول والثانى. من جهته، وصف ناظر محطة كلية البنات، عزت محمد، ل«الشروق»، الكثافة والإقبال على المرحلة الجديدة ب«الجيد»، خاصة من جانب الركاب المتجهين من وسط القاهرة إلى مصر الجديدة، مطالبا المواطنين بالحفاظ عل قوانين المترو من حيث أبواب الدخول والخروج لتأدية خدمة أفضل للراكب. وأضاف: «طبيعة الركاب وسلوكهم الخاطئ خاصة بعد الثورة أثرّ سلبيا على الخدمة سواء من خلال الشراء من البائعة الجائلين أو عدم الالتزام بقوانين المترو». وقال مصدر أمنى بالمحطة: «الأمن متواجد داخل المحطات وعلى أرصفة المترو، أما خارج المحطات فهو مسئولية شرطة القسم والحى».