المصريون يعيشون على 8% فقط من مساحة مصر، بما يساوى نفس مساحة سيناء، لكن هذه الحقيقة فى حد ذاتها ليست مشكلة، يشرح د. أيمن زهرى خبير دراسات الهجرة بالجامعة الأمريكية، ومستشار المجلس القومى للسكان، مشكلة توزيع السكان فى مصر. يرى زهرى أنه لو تم توزيع السكان على هذه المساحة بالتساوى، فسوف تصل الكثافة السكانية فى مصر إلى ألف نسمة للكيلو متر المربع، وهى كثافة تتفق مع المعايير العالمية فى جودة الحياة. المشكلة كما يوضحها زهرى هى أن الكثافة ليست متساوية فى المناطق المأهولة بالسكان، ففى محافظة القاهرة وحدها، تصل الكثافة إلى 47 الف نسمة للكيلو متر المربع، بينما تصل الكثافة إلى 10 أشخاص فى الكيلومتر فى جنوبسيناء. دعوات الحكومات للمواطنين بهجرة الوادى لازالت عاطفية، فالزيادة السكانية تسبق دائما مشروعات التنمية فى المدن الجديدة التى تتعثر بسبب مشكلات لتخطيط والتمويل، بحسب مستشار مجلس السكان. يطالب خبير دراسات الهجرة بالجامعة الأمريكية، بأن يسير تخفيض التفاوتات التنموية والاجتماعية بين المحافظات، جنبا إلى جنب مع خفض معدلات الزيادة السكانية، لجعل الأقاليم أكثر جاذبية للحياة. حل مشكلة السكان فى مصر ليس فى اعادة توزيع السكان على المحافظات يقول د. ماجد عثمان الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة ووزير الاتصالات وتكنولوجيا والمعلومات الأسبق. يؤكد عثمان أن الأرقام تدل على أن معدلات الهجرة للمحافظات الحدودية تقدر بنحو 300 ألف نسمة فى 10 سنوات، والمتوسط السنوى للهجرة للمحافظات الحدودية، يساوى مواليد 5 أيام فقط، وعدد سكان سيناء، يساوى عدد مواليد 3 شهور، وعدد سكان البحر الأحمر ومطروح والوادى الجديد معا، يساوى مواليد 5 شهور فقط. هذا يعنى من وجهة نظر عثمان أن الحل هو فى رفع نسب استخدام وسائل تنظيم الاسرة، وزيادة الموارد المتاحة لتنفيذ البرنامج السكانى، وربط المعلومات السكانية بالسياسات الوطنية والمحلية، واستبدال طرق التقييم التقليدية، بطرق أخرى تشرك الشباب وجمعيات المجتمع المدنى، وتفسح المجال للأفكار الإبداعية.