أقر الكونجرس الأميركي أمس، مشروع قانون من شأنه أن يمنع سفير إيران الجديد لدى الأممالمتحدة حميد أبو طالبي من الحصول على تأشيرة دخول للولايات المتحدة بسبب دوره المفترض في عملية احتجاز الرهائن في السفارة الأميركية بطهران العام 1979، كما ذكر موقع الشرق الأوسط. وصوت مجلس النواب بالإجماع على مشروع القانون، بعد ثلاثة أيام على إقرار هذا النص في مجلس الشيوخ. ومشروع القانون الذي لا يزال بحاجة لتوقيع الرئيس باراك أوباما عليه كي يصبح قانونا نافذا، يوسع نطاق المعايير المعمول بها حاليا لرفض منح تأشيرات الدخول إلى الولاياتالمتحدة بحيث أضاف إليه فقرة تنص خصوصا على أن «أي ممثل في الأممالمتحدة تورط في أنشطة تجسسية أو إرهابية ضد الولاياتالمتحدة» لا يمكنه دخول الأراضي الأميركية وبالتالي التوجه إلى نيويورك حيث مقر الأممالمتحدة. ولم يشر التشريع الذي يحمل رقم S2195 إلى حميد أبو طالبي السفير الإيراني الجديد إلى الأممالمتحدة الذي تعتزم طهران تعيينه خلفا للسفير محمد خزاعي، لكن توقيت التشريع وهدفه هو منع هذا السفير الجديد. ورفض جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض التعليق على التشريع الجديد وما إذا كان الرئيس أوباما سيوقع على المشروع، لكن الإدارة الأميركية كررت مرارا أن اختيار هذا الشخص هو خيار غير مقبول. ولدى الرئيس أوباما سلطة حرمان أبو طالبي من تأشيرة لدخول الولاياتالمتحدة باعتباره شخصا شكل تهديدا أمنيا للولايات المتحدة لكن إقدام الإدارة الأميركية على هذه الخطوة قد تحبط المفاوضات التي تقودها الولاياتالمتحدة لمنع إيران من تطوير برنامجها النووي. وكانت واشنطن قد اعترضت تعيين حميد أبو طالبي سفيرا إيرانيا جديدا لدى الأممالمتحدة لاشتراكه في الهجوم على السفارة الأميركية في طهران عام 1979 واحتجازه لعدد من المواطنين الأميركيين لمدة 444 يوما حتى تم إطلاق سراح الرهائن في يناير (كانون الثاني) 1981. ويرمي هذا التصويت إلى الضغط على السلطة التنفيذية لأن إصدار التأشيرات من صلاحية وزارة الخارجية. والولاياتالمتحدة ملزمة مبدئيا بمنح تأشيرات للدبلوماسيين العاملين في الأممالمتحدة، ولم يسبق أن رفضت واشنطن رسميا منح تأشيرة لأي سفير في المنظمة الدولية. وينص اتفاق موقع بين الولاياتالمتحدةوالأممالمتحدة في 1947 على أن «السلطات الفيدرالية وسلطات الولايات والسلطات المحلية في الولاياتالمتحدة لا تضع أي عائق على حركة المغادرة والوصول» من وإلى مقر الأممالمتحدة «لممثلي الدول الأعضاء أو موظفي منظمة الأممالمتحدة.. أيا كانت العلاقات القائمة بين الحكومات التي يتبع لها هؤلاء الأشخاص» والحكومة الأميركية. وينص الاتفاق أيضا على أن التأشيرات «تمنح من دون مقابل وكذلك أيضا بأسرع وقت ممكن». وكانت طهران أكدت أول من أمس، أنه من «غير المقبول بتاتا» أن ترفض واشنطن منح تأشيرة للمندوب الإيراني الجديد في الأممالمتحدة. وكان المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني قال أول من أمس بأن اختيار طهران لحميد أبو طالبي سفيرا في الأممالمتحدة قرار «غير قابل للتنفيذ»، مؤكدا في الوقت نفسه أن هذا التعيين ليس نهائيا بعد. وأضاف كارني أن «الحكومة الأميركية أبلغت حكومة إيران أن هذا الاختيار المحتمل غير قابل للتنفيذ». ونقلت وسائل الإعلام الإيرانية عن أبو طالبي أنه لم يشارك في الهجوم على السفارة الأميركية في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) 1979 الذي شنه طلاب كانوا يطالبون بتسليم شاه إيران بعدما نقل إلى الولاياتالمتحدة للعلاج. ويعد أبو طالبي الذي سبق أن عمل في أستراليا وإيطاليا وبلجيكا قريبا من الإصلاحيين الإيرانيين والرئيس المعتدل حسن روحاني. ويترأس حاليا مكتب الشؤون السياسية في الرئاسة. وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تصريح على هامش اجتماعات جنيف حول الملف النووي الإيراني بأن «الحكومة الأميركية تعلم أن هذا النوع من السلوك غير مقبول بتاتا بالنسبة لنا»، مؤكدا أن أبو طالبي هو «أحد أكثر دبلوماسيينا خبرة وحكمة». وتابع الوزير الإيراني الذي كان هو نفسه دبلوماسيا معتمدا في الأممالمتحدة «لا يجب أن نسمح لمجموعة من المتطرفين أن تحدد برنامج حضور إيران في الأممالمتحدة»، مؤكدا أن بلاده تتابع ملف تعيين مندوبها عبر «آليات الأممالمتحدة». وتأتي قضية التأشيرة هذه في فترة تهدئة نسبية بين البلدين اللذين قطعا علاقاتهما الدبلوماسية العام 1980 بُعيد الثورة الإسلامية في إيران العام 1979. وتوصلت القوى الكبرى وعلى رأسها الولاياتالمتحدة في نوفمبر الفائت إلى اتفاق مرحلي مع إيران في شأن برنامجها النووي المثير للجدل.