ربما يكون الهدوء عاد مؤقتًا إلى أسوان، بعد اشتباكات دامية راح ضحيتها 25 مواطنًا من أبناء الصعيد، لكن هذا الهدوء لم يصل بعد إلى مواقع التواصل الاجتماعي التي مازالت صور الضحايا ولقطات الفيديو الخاصة بالاشتباكات تجد صدى ملحوظا بين مستخدمي «تويتر، فيس بوك». وليس هناك دليل أكثر من هاشتاجات «#مجزرة_أسوان»، «#مذبحة_أسوان»، «#النوبة_المنسية»، قبل أن تنتهي بصرخة استغاثة أطلقها شباب النوبة على «تويتر» لعل المسؤولين يسمعونها «حتى وإن كانت عبر الفضاء»، وعبر عن ذلك هاشتاج «أنقذوا_أسوان». «نزيف الدم» ولأول مرة، يخرج عدد من شباب النوبة المعروفين بالطيبة، ليعبروا عن غضب جسيم بين أبناء النوبة، فتحدث عدد من النشطاء قائلين: «هتقولّي إنت طيب #نوبي هقولك أهو إنت!.. طالما فاهمين الطيبة غلط"..!#مجزرة_أسوان». كما أضافوا: «ثلاثة قتلى وإصابة 4 آخرين.. #الصعيد_يسبح_فى_دماء_أبنائه، تمزيق متعمد لإشغال الصعيد بنفسه!». «استغاثات لا تتوقف» على «فيس بوك» و«تويتر»، وُجهت نداءات استغاثة عبر هاشتاج «#النوبة #مجزرة_أسوان #أسوان #النوبة_المنسية»، قالوا خلالها: «أبناء دابود محاصرون، وتم إرسال السيدات والبنات وكبار السن إلى منطقة الحدود، كيما، وهناك بيوت اتسرقت ثم حرقوها الهلايلة.. ونحن نستغيث بشباب النوبة لفك الحصار ولا يوجد داخلية ولا جيش الجيش في الشعبية». وقال أحدهم: «الجيش لازم ينزل بقوات ومدرعات وينتشر مجرد انتشار بس في القرى الملتهبة دي وإلا هتقلب كارثة #أسوان #النوبة»، مشيرين إلى ضرورة نظر الأزمة قبل تحول الأمر إلى الأسوأ، مضيفين: «#مجزرة_أسوان نكرر نداءنا للعقلاء من أبناء أسوان سرعة التدخل قبل حدوث حرب أهلية حقيقية». «معركة المصير» لم يهدأ القتال على ساحة التواصل الاجتماعي، كما هو الحال على أرض الواقع «نسبياً»، فبدأت منابر كل فصيل في التحدّث عن الأزمة من وجهة نظره لتكون من بين التعليقات التي نشرتها صفحة تابعة لقبيلة الهلايل إحدى القبائل المشاركة في النزاع على موقع «فيس بوك»: «سقوط قتلى من أبناء بني هلال بس لسه الحرب مستمرة وعمرها ما هتخلص غير لما حد فينا يخلص يا النوبيين يا الهلايل والموتة هتكون بشعة المرة اللي جاية». «تقصير أمني» في الوقت نفسه، طالب بعض النشطاء بإجراء تعديلات على المنظومة الأمنية بأسوان عقب تأخر احتواء الأزمة لتشمل إقالة مدير الأمن بالمحافظة، وعلى سبيل المثال، قال أحد النشطاء: «مدير الأمن حسن السوهاجي في منصبه وبيقول مفيش حاجة حصلت، وإن مفيش تقصير!» بينما عقب آخر: «#مجزرة_أسوان #أسوان.. مدير الأمن حسن السوهاجي في منصبه إلى الآن»، ولاحقه ثالث مضيفًا: «من يغلق ميدان التحرير!! حد يقولهم محتاجين تعاونهم الأمني في دولة أسوان الشقيقة #مذبحة_أسوان». «سنوات ما قبل الأزمة» أشار البعض على هاشتاج «مجزرة أسوان» إلى أبعاد الأزمة الممتدة منذ فترة وتم إغفالها، فقال أحدهم: «المشكلة بدأت من 3 سنين في أسوان بين النوبيين والهلايلة ومحصلش حل من القيادات ودي النتيجة». وأدان عدد كبير ممن تداولوا آراء وشهادات حول الأزمة الانتقام المتبادل بين الأطراف، فيما انتقد آخرون بشكل واسع قبيلة «الهلايلة»، وقال أحدهم عنها: «الوضع يزداد سوءًا.. الهلايلة بدأوا في الانتقام من كل من تبدو عليه الملامح أو البشرة النوبية». «القضية الأم» ما بين تجدد تبادل إطلاق النار بين الحين والآخر، وأحاديث هنا وهناك عن فرض حظر تجوال بأسوان، يخيم صمت رهيب على المنازل، في أزمة أعادت إحياء مشاكل أهل النوبة بأسرهم، وفي مقدمتها «القضية الأم.. مأساة الهجرة». أحد مستخدمي موقع «تويتر»، علق عبر هاشتاج «#مجزرة_أسوان»، قائلا: «اتهجرنا مرة من أرضنا في 64 ومرة لربنا سنة 2014». وأشار نشطاء آخرون إلى أن الأزمة أثارت الاهتمام بما وصفوه ب«المُهمل» من البلاد، فجاء على هاشتاج «#مجزرة_أسوان #مصر»: «أحداث أسوان فتّحت عقول مصريين كتير إن مصر أكبر من القاهرة وإسكندرية، وبيّنت عجز الشرطة والجيش في مناطق كثيرة تم تهميشها لعقود». يذكر أن الاشتباكات تجددت، الأحد، لليوم الثاني على التوالي، بسقوط قتيلين، ليرتفع عدد إجمالي الضحايا إلى 25 قتيلا، فضلا عن حرق 8 منازل.