لا يبدو تحالف حزب «العدالة والتنمية» الحاكم مع أحزاب أخرى أمرا سهلا، فرئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وحزبه صارا فى عداء مع الآخرين، منذ احتجاجات ميدان تقسيم فى إسطنبول ضد الحكومة، وفى ظل فضيحة الفساد التى تلاحق مسئولين بارزين، فضلا على حجب خدمة موقع «تويتر» للتدوينات القصيرة. ففى انتخابات عامى 2007 و2011 حقق الحزب فوزا مريحا بفضل تحالفه مع كتلة الأحزاب الإسلامية، وتحديدا مع الأحزاب التى تسيطر عليها حركة «خدمة» التابعة لرجل الدين التركى، المقيم فى منفى اختيارى بالولايات المتحدة، فتح الله جولن، لكن الحزب بلا حلفاء فى الانتخابات الحالية. ومن المستحيل أن يتحالف الحزب الإسلامى مع أحزاب علمانية؛ جراء حالة العداء المشتعلة بينهما؛ ل«محاولات أردوغان، بشكل مبطن، تطبيق الشريعة الإسلامية»، وفقا لمركز «بروكينجز» للدراسات. وبالطبع لن تذهب أصوات أتباع جولن إلى الأحزاب العلمانية، وإنما إلى الأحزاب اليمنية المحافظة، بحسب صحيفة «زمان» التركية، التى أضافت أن حزبى «السعادة» و«الوحدة الكبرى»، الإسلاميين غير الممثلين برلمانيا، قررا الوقوف فى وجه أردوغان لصالح المعارضة، بعد أن صارت لديهما قناعة بأنه سيخسر الانتخابات. ولم يجد أردوغان، بحسب مراقبين، سوى التودد إلى ناخبى حزب «السلام الديمقراطى» الكردى، الذراع السياسية لحزب العمال الكردستانى المحظور، وهو ما اتضح عندما أبدا الحزب الحاكم استعداده لإعلان الحكم الذاتى فى مناطق جنوب شرقى تركيا (ذات الأغلبية التركية). ويحلم ال25 حزبا المشارك فى الانتخابات بالفوز بمدينتى أسطنبول وأنقرة، لذا قرر اليسار، الممثل فى حزبى «الحركة القومية» الكردى و«الشعب الجمهورى»، أكبر أحزاب المعارضة، تشكيل ائتلاف فى المدينتين. وفى بلدة آيدين بمحافظة بدليس فى منطقة شرق الأناضول، اتفقت خمسة أحزاب معارضة (وهى الشعب الجمهورى، الحركة القومية، الوحدة الكبرى، اليسار الديمقراطى، والحزب الديمقراطى)، على تقديم مرشح مشترك لإلحاق الهزيمة بمرشح العدالة والتنمية.