«زرع وعشب أخضر».. هكذا كانت الخلفية التي وضعت وراء المشير عبد الفتاح السيسي، في الاستوديو الذي أعلن من خلاله قراره الأخير بخوض المعترك الرئاسي واستقالته من منصبه كوزير للدفاع، بعد انتهاء اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة. أثارت تلك الخلفية تعليقات مختلفة بين المتابعين وكذلك مقدمو وضيوف البرامج الحوارية، حيث تباينت رؤيتهم فمنهم من اعتبرها غير موفقة، ومنهم من رآها «رمزا للوطنية والتفاؤل». «خلفية ورق الحائط في الثمانينات والسبعينات» قال ابراهيم عيسى، مقدم برنامج «25/30» على فضائية «أون تي في»، «لا أعلم من الذي وضع تلك الخلفية الخضراء وراء المشير السيسي في حواره.. صحيح أنا أعلم جيدا أن ذوق المجتمع المصري متعدد ولكني شخصيا لا أحبها وأرى انها فجة، وأتذكر بها ورق الحائط الذي كان يلصق في المنازل فترة السبعينات والثمانينات». وتابع حديثه قائلا: «الجيل الصغير لا يتذكر عندما كنا نضع في منازلنا خلفية بها غابة أو خلفية على شكل جبال وثلج». وأوضح "عيسى"، «الصورة غير موقفة بالنسبة لي، وربما آخرين يروا انها تعبر عن الحس الشعبي والناس المتوسطة والفقيرة من خلال مشهد الخضرة وقصاري الزرع، وهو ذوق لم يكن على درجة من العلو في ذائقة الفن. وأظن "عيسى"، أن جموع المصريين لن يتوقفوا كثير عند تلك النقطة ولكن الموقف أيضا يعيد الى الأذهان أجواء احتفالات المصريين بأعياد شم النسيم، وتصويرهم في الاستديوهات، وهي ثقافة شعبية معبرة عن قطاع كبير من المصريين».
«تضليل أمني حتى لا يعرف مكان التسجيل» قالت أماني الخياط، مقدمة برنامج صباح أون على قناة «أون تي في»، إن «المصريين استغرقوا كثيرا وتوقفوا أمام الخلفية الخضراء وقالوا لماذا تلك الخلفية بالتحديد؟، وأعتقد أن الرسالة واضحة تمامًا، وتحليلي الشخصي إنه نوع من التضليل الأمني حتى لا يعلم أحد بالمكان الذي تم التسجيل فيه».
«الخلفية رمزا للوطنية والتفاؤل» قال عمار علي حسن، أستاذ علم الاجتماع السياسي، الذي حل ضيفا على قناة النهار في أعقاب خطاب المشير السيسي «الخلفية الخضراء معدة بعناية وكان يريد المشير، من خلالها أن يقدم رسالة عندما جلس على كرسي متواضعا، وتلك الخضرة ترمز للوطنية و التنمية والتفاؤل».