قال عبد الستار فتحي مسؤول الأفلام الأجنبية بالرقابة على المصنفات الفنية، إن أزمة الأزهر مع فيلم "نوح" والمطالبة بمنعه والتهديد بحرق دور العرض الذي سيعرض بها، "بها مبالغة كبيرة وأخذت أكبر من حجمها"، مشيراً إلى أنه مع عرض الفيلم وضد المصادرة والمنع، على حد قوله. وأضاف فتحي، خلال حواره ببرنامج "الحدث المصري" المُذاع عبر شاشة "العربية الحدث"، أنه كان متحفظًا في البداية، قائلاً: "قبل مشاهدتي للفيلم لمجرد سماعي أنه يقترب من تجسيد شخصية سيدنا (نوح)، لكن بعد ذلك وجدته بعيدًا تماماً عن شخصية النبي نوح، وهو عبارة عن رؤية لعهد قديم ولم يستوح أحداثًا أو قصصًا من القرآن أو التوراة"، على حد تعبيره. وأضاف أنه "لم تكن هناك ملحوظات كثيرة تذكر، لكنني فور مشاهدته وجدت الأحداث عادية، ويجب على أي جهة تود أن تصدر بيان أو تعترض على الفيلم أن تشاهده أولاً ثم تقوم بالاعتراض أو إبداء الرأي، ومن جانبي فإذا أخذ الموضوع أكبر من حجمه قبل العرض فيجب أن يقام مؤتمراً صحفياً لإظهار الحقائق وفكّ هذا الالتباس البعيد تماماً عن الحقيقة"، حسب وصفه. وتابع فتحي: أن الفيلم له مؤلف قام بوضع تسلسل للأحداث والخط الدرامي، وهذا يؤكد أن الفيلم ليس تأريخًا لحياة سيدنا (نوح) عليه السلام، ولا هو وصف لحياته، فالفيلم يناقش قصة حياة رجل صالح طيب اسمه (نوح) وتدور الرؤية من خلال سفينة يركبها من هو صالح ومن هو غير ذلك، ولم يقال في الفيلم إطلاقاً إنه رسول أو حتى لم يتم الإشارة لذلك، وإذا قام المؤلف بتسمية البطل (نوح) بأي اسم آخر كان سيمر الفيلم مرور الكرام ولن يلحظ أحد ذلك، لكن اسمه وتشابه الأحداث جعل البعض يعتقد أنه تجسيدًا لسيدنا (نوح) عليه السلام"، على حد قوله. وأوضح أنه "إذا كان الفيلم يجسد سيدنا (نوح) لتوقفت عنده الرقابة مثلما فعلت أنا مع فيلم (المهاجر) ليوسف شاهين، حينما رفضت عرضه قبل أن يتم تعديله، فكان (نوح) سيواجه نفس المصير إذا تم التجاوز وجسدت شخصية النبي"، حسب قوله.